المظاهرات السلمية الحاشدة التي تشهدها المدن الصحراوية المحتلة هي استمرار طبيعي لنضال الشعب الصحراوي الذي يصطدم بمحتل لم يرد أن يعي الدرس من تجارب التاريخ مع قضايا التحرر في العالم، وآخرها قضية شعب تيمور الشرقية التي انتهى مسارها بعد طول انتظار إلى ممارسة هذا الشعب حق تقرير مصيره بنفسه. فالتجمعات والمظاهرات الصحراوية في العيون والسمارة المحتلتين التي قوبلت بقمع البوليس المغربي، باعتراف المنظمات الحقوقية المغربية، تؤكد للرأي العام الدولي أن نضال الشعب الصحراوي هو قضية شعب في الداخل والخارج على السواء، يطالب بحقه في تقرير المصير ويرفض اقتراح ”الحكم الذاتي” كبديل وكخيار وحيد. وكانت هذه المظاهرات التي كسرت حاجز الخوف والخشية من القمع والاعتقال، بمثابة رد على الدوائر الاعلامية والرسمية في المغرب التي حاولت الالتفاف على ما يجري داخل الأراضي الصحراوية المحتلة من انتهاكات لحقوق الانسان، واخماد صوت القضية الصحراوية من الداخل. وآخر الشطحات كانت لموقع ”هيسبرس” التابع للمخابرات المغربية الذي اتهم الجزائر بتمويل هذه المظاهرات الصحراوية، لكن من الغباء إقناع الرأي العام الدولي بأن هؤلاء الصحراويين ”مأجورون” والدليل أنهم يواجهون شتى أشكال القمع البوليسي وحتى العسكري بصدور عارية لا يحملون إلا الرايات الصحراوية، والتاريخ علمنا أنه لا يقوم بمثل هذا التصرف مضحيا بالنفس والنفيس، إلا من كان يدافع عن قضية عادلة، مثل قضية الشعب الصحراوي الذي يناضل من أجل الحرية والانعتاق والحق في تقرير المصير.