أجمعت مداخلات خبراء من قطاع الإعلام الرياضي، على ضرورة تفعيل النصوص القانونية المتعلقة بالمجال بمختلف تخصصاته (المرئية، المسموعة والمكتوبة)، والبحث عن أفضل السبل لمسايرة الإعلام الرياضي الجزائري مقارنة بدول الجوار، إلى جانب إشراك الفاعلين في وضع الخطوط العريضة للأرضية التي يجب أن ينطلق منها الإعلام عامة في الجزائر والإعلام الرياضي بشكل خاص. وجاءت هذه المداخلات التي نشّطها العديد من الوجوه الرياضية الجزائرية كالإعلامي الرياضي مراد بوطاجين وحفيظ دراجي وعبد الغاني العايب ونخبة من الأساتذة في مجال التخصص، على غرار عامر منسول، في الملتقى الوطني الأول ل ”الإعلام الرياضي في الجزائر... رهان وتحديات”، الذي نظمته رابطة الإعلام الرياضي بالتنسيق مع جمعية الكلمة للثقافة والإعلام. وفي هذا الشأن، أكد مراد بوطاجين، في التدخل الأول الخاص بمراحل تطور الإعلام الرياضي في الجزائر، على ضرورة فتح قطاع السمعي البصري في الجزائر لحفظ استقرار الجزائر من المشاكل المتأتية عن نقص فضاءات النقاش، والتي عادة ما تُنقل إلى بلاتوهات أجنبية يقبل المجتمع الجزائري على مشاهدتها كبديل عن القناة الوطنية العمومية، التي تبقى لا ترقى، حسبه، إلى مستوى احتياجاته، مع الدعوة إلى حتمية تقنين القطاع ليكون في مستوى التنافسية المطلوبة. كما دعا المتحدث السلطات العمومية إلى تحرير هذه المبادرة، لاسيما أن رهانات وتحديات كثيرة تواجه مستقبل القطاع الرياضي، الذي ينتظره تجسيد استراتيجية تعزز من تواجده في الحقل الإعلامي. ومن جهته، ذكر الإعلامي بقناة ”الجزيرة الرياضية ” عبد الحفيظ دراجي، في التدخل الثاني تحت عنوان ”الإعلام الرياضي وثقافة المجتمع الجزائري”، أن المادة الإعلامية الرياضية أصبحت تنافس المواضيع السياسية والاقتصادية؛ بدليل أنها صارت تتصدر الصفحات الأولى لمختلف الجرائد العمومية والخاصة، مؤكدا في الوقت نفسه أنه من الضروري أن يمتلك الإعلام الرياضي الجزائري منظومة اتصالية وطنية ذات كفاءة ومصداقية. وفي سياق متصل، أشار دراجي إلى أن وسائل الاتصال أصبحت تُستعمل في التأثير على المجتمع بمختلف شرائحه، مستدلا في هذا الصدد بالاهتمام البالغ الذي يوليه الأفراد للأحداث الرياضية التي تتناولها الصحافة الرياضية. أما صحفي الإذاعة الوطنية عبد الغاني العايب فأشار إلى أن الإعلامي الرياضي مدعو في أي وقت إلى التحلي بالضمير المهني خلال قيامه بتحليل موضوعي حول واقعة أو حادثة مرتبطة بالرياضة؛ لتفادي الوقوع في انزلاقات تتجاوز الإطار الرياضي، مثلما كانت الحال مع واقعة أم درمان خلال تصفيات كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010.