اكتشاف المواهب.. تطويرها... والاهتمام بها، نشاط من النشاطات التي تعكف الرابطات الشبانية التابعة لمديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، على التركيز عليها من خلال مختلف البرامج التي تسطرها على مدار السنة. وبما أن العمل الإعلامي يلعب دورا كبيرا في توعية الأفراد عكفت رابطة نشاطات الفنون التشكيلية الكائن مقرها ببرج البحري، في أول خرجه لها، على تنظيم فضاء مفتوح، امتد على مدار أسبوع، في مجال الفن التشكيلي، حيث منحت لكل الموهوبين المنخرطين بالرابطة؛ من جمعيات وهواة، الفرصة لعرض إبداعاتهم على الجمهور. لعل أهم ما شدّ انتباه «المساء» وهي تدخل المركز الثقافي بالأبيار الذي احتضن مؤخرا فعاليات الأيام الإعلامية للفنون التشكيلية، التواجد الكبير للأطفال بساحة المركز، حيث جُهزت لهم طاولات، أقلام ملوّنة وأوراق، للتعبير عما يختلج بداخلهم من إبداعات تعكس براءتهم، وأشرف على تأطيرهم أخصائيون ومربون في المجال الفني. اقتربنا منهم وفي دردشة عابرة، أجمع الأطفال على حبهم الكبير لمادة الرسم والتلوين، لا سيما أنهم على مستوى المؤسسات التربوية لا يملكون الوقت الكافي لممارسة مواهبهم بكل حرية وطلاقة. تركنا الأطفال يبدعون وقصدنا المعرض الذي أبدع فيه الفنانون في عرض مختلف ما جادت به أناملهم من إبداعات فنية، زاوجت بين المناظر الطبيعية والكاريكاتورية وبعض الأواني الخزفية الملوَّنة وكذا الرسم على الزجاج وبعض المجسَّمات التعبيرية. وفي المقابل وجد الزوار في المعرض الفضاء المناسب للاطلاع والتعرف على كيفية الانخراط في الرابطة والاستفادة من نشاطاتها، فيما راح البعض الآخر يقتني بعض الألواح الفنية مختلفة الألوان وأواني السيراميك المزخرفة. وحول أهمية التظاهرة تحدثت «المساء» إلى محمد رباحي رئيس رابطة النشاطات والفنون التشكيلية، الذي قال: «يدخل هذا النشاط في إطار البرنامج السنوي للرابطة لسنة 2013. وعلى العموم ارتأينا خلق هذا الفضاء لتعريف الجمهور والمهتمين بعالم الرسم، وتحديدا بمختلف التقنيات المعتمَدة في الرسم على غرار تقنية الطلاء المائي، وتقنية الطلاء الزيتي، والخزف الفني، والرسم على الخشب، ولخلق جسر من التواصل والتعارف مع الجمهور». وأضاف: «نملك في مجتمعنا شبابا موهوبين يبحثون عن فرصة للظهور والتعريف بما يمتلكونه من قدرات، من أجل هذا وُجدت الرابطات الشبانية التي تبحث عن هذه المواهب الشابة لدعمها من الناحية المعنوية والمادية». وفي الحقيقة يواصل مستطردا «إن السبب الذي دفعني إلى تكوين هذه الرابطة الشبانية التي تنشط على المستوى الولائي بعدما كانت جمعية، كوني إطارا متخرجا من المعهد الوطني للتكوين العالي لإطارات الشباب، متخصصا في الفنون التشكيلية. وبما أن هذا المجال بحاجة إلى الاهتمام بمجتمعنا؛ رغبت في دعمه من خلال الاهتمام بالأطفال الذين يحبون الرسم إلى درجة كبيرة، بدليل الإقبال الكبير علينا للمشاركة في المسابقة التي برمجناها خصيصا لهم، وكذا التواصل مع الشباب الذين يعملون بطريقة عشوائية حتى نوجّههم ونبحث في سبل تمكينهم من الظهور عن طريق استدعائهم للمشاركة في المعارض أو المسابقات التي ننظمها كرابطة. وعلى العموم، نحوز اليوم على 290 شابا منخرطين بالجمعية، ينشطون بمجالات فنية مختلفة». من جهته، قال السيد مخلوف العربي مكلَّف بالإعلام على مستوى الرابطة، بأن الهدف المرجو من وراء هذا اليوم الإعلامي الذي عرف مشاركة مكثفة للأطفال، تحسيس الأولياء بوجوب الاهتمام بمواهب الأطفال وتنميتها، لا سيما أن الفضاءات المخصصة للأطفال قليلة، من أجل هذا ننبّه الأولياء إلى وجود مثل هذه المراكز على غرار الرابطات الشبانية، ودور الشباب التي تهتم بمواهب أبنائهم وتنمّي الحس الفني والإبداعي لديهم.