تجلب الجبة القبائلية اهتمام وإعجاب النسوة والرجال على حد سواء؛ لجمالها ودقة صناعتها والتزاوج الجميل للألوان بها، وعلى الرغم من غلائها لاتزال تحتل الصدارة في العديد من الأعراس الجزائرية، كما أنها حاضرة بقوة في مختلف التظاهرات التي تقام، إذ يتم عرضها كنوع من التقاليد التي تميّز منطقة القبائل، وهو ما حدّثنا به الحرفي سليمان المشارك في معرض الصناعات التقليدية بالعاصمة. بدأت قصة عمي سليمان، من ولاية تيزي وزو، مع الجبة القبائلية بعد أن تزوج بسيدة تعشق صنع الجبة التقليدية القبائلية وتبدع فيها، فأبى إلا أن يقاسمها حرفتها، حيث قال في حديثه إلى ”المساء”: ”حب زوجتي الشديد للجبة القبائلية التي تُعد رمزا لمنطقتنا، جعلني أتعلق بها، وقررت دعمها؛ حيث شجعتها وتكفلت بتسويق منتوجها بالعاصمة”.وأضاف: ”زوجتي تحاول في كل مرة إبداع أشكال جديدة في هذه الجبة دون المساس بأصالتها طبعا، لأنها تخشى أن يتخلى عنها بعض من يعشقنها إذا غمرها التجديد، حيث تقوم بابتكار تصاميم جديدة تجرّبها عليها، فإن لقيت إعجابها تباشر تصميم مثيلاتها”. ويكثر الطلب على الجبة القبائلية خلال موسم الصيف، حيث تكثر الأعراس، وتظهر حاجة الفتيات المقبلات على الزواج، إلى التنويع في تصديرتهن. ”وبعيدا عن موسم الاصطياف يظل عملنا يقول سليمان محصورا في إقبال بعض الزبائن على اقتناء الجبة القبائلية من أجل تقديمها كهدية، أو من الأجانب الذين يقصدون العاصمة للسياحة، فتجلبهم ألوان الجبة، فيقتنونها كنوع من التقاليد”. وفي رده على سؤالنا حول سبب غلاء الجبة التقليدية قال محدثنا إن كل ما هو تقليدي ومصنوع بدقة باهظ الثمن، ولعل هذا ما أثر، إلى حد ما، على الجبة القبائلية، إذ يعتقد البعض أن صناعتها سهلة، وأنه يمكن لأيٍّ كان أن يتقنها، ولكن الأمر غير ذلك؛ لأن هذا النوع من الجبات يتطلب من صانعها أن يتقن اختيار أنواع الأقمشة الحريرية، وأن يتفنن في المزاوجة بين الألوان. ”وكما لا يخفى على الجميع، النوعية الرفيعة للقماش تعني دفع أموال كثيرة نظير ذلك، هذا من ناحية، ضف إلى ذلك أن الحاشية التي تطرَّز بها الجبة التقليدية الأصلية مصنوعة من الحرير، وبحكم أن هذه الأخيرة تتطلب توفر العديد من الألوان يصبح الحديث عن غلاء ثمنها مبرَّرا”، غير أننا يضيف في المقابل ”ولتمكين الزبونات من لبس الجبة القبائلية، نختار القماش الرفيع ولكنا نزيّنه بحاشية صينية الصنع، على الأقل حتى نتمكن من الترويج لهذا النوع من التقاليد”. يتمنى الحرفي سليمان أن يعي الناس أن الجبة القبائلية جزء من تراثنا، الذي ينبغي علينا الحفاظ عليه، بتجنب إدخال تعديلات تسيئ إليه وتقضي على أصالته، فقط لأجل البيع!