عاشت ثانويات العاصمة وبعض متوسطاتها، التي حولت إلى مراكز امتحان لشهادة البكالوريا، جوا استثنائيا باحتضانها، أمس، أزيد من 39 ألف مترشح، كانوا على موعد مع امتحان العمر، الامتحان الذي يمنحهم تأشيرة ولوج الجامعة بعد مشوار دراسي دام 14 سنة. فمع حلول الساعة السابعة صباحا، بدأت جموع المترشحين في الإقبال على مراكز الامتحانات التي فتحت أبوابها باكرا، من بينها ثانوية علي عمار بالقبة، التي قام مدير التربية للجزائر وسط، السيد سليمان مصباح، بإعطاء إشارة انطلاق الامتحانات بها وفتح أظرفة أسئلة اختبار المادة الأولى في برنامج أمس، وهي مادة اللغة العربية في ظروف عادية، مما سمح بضمان جو من التركيز والسكينة للمترشحين. وبثانوية الثعالبية بحسين داي حيث حط وفد المديرية، لاحظت "المساء" أجواء الفرحة الممزوجة بالقلق والترقب لدى المترشحين الذين أبدوا ثقة بالنفس ممزوجة بالتردد والتحفظ عند البعض، بينما شوهد بعض التلاميذ وهم يتفحصون دفاتر دروسهم لالقاء آخر نظرة عليها قبل دخول قاعات الامتحان. وبعد عملية استقبال المترشحين وتوجيههم إلى القاعات، تم التكفل بهم نفسيا وماديا في أجواء تبعث على الطمأنينة والتفاؤل، حسب شهادة بعض المترشحين الذين استحسنوا إجراءات الاستقبال الذي لم تشبه أية شائبة. وفي هذا السياق، أكدت التلميذة "أمال" عن أملها في أن توفق في الامتحان الذي استعدت له بكل قوة وإرادة وأن تتمحور الأسئلة حول المقررات فيما يرى زميلها "محمد" الذي بدا مرتاحا قبل فتح الظرف الخاص بمادة اللغة العربية لشعبة التسيير أن الأيام الثلاثة للامتحان تعتبر مفتاحا مصيريا لباب المستقبل الدراسي. أما بثانوية الادريسي بأول ماي التي اعتمدت هذه السنة كمركز امتحان خاص بالأحرار، فأكد رئيس المركز، السيد عمر اكتوف، أن الظروف عادية إلا أن ما ميز اليوم الأول هو عدد الغيابات الذي بلغ هذه السنة 66 حالة بالمركز والذي أرجعه إلى تراجع المترشحين في آخر لحظة عن إجراء الامتحان. وقد أشرف على هذه العملية أيضا مدير التربية للجزائر غرب، سعد زغاش، بثانوية بهية حيدور بجسر قسنطينة ومدير التربية للجزائر- شرق، رشيد بولقرون، بثانوية رابح بيطاط بالمحمدية، ومدير التربية للجزائر- وسط سليمان مصباح بثانوية علي عمار بالقبة. وبالمناسبة، أكد المديرون على أهمية توفير كل الظروف المادية والبشرية لإجراء هذا الإمتحان المصيري، داعين التلاميذ إلى التركيز وقراءة الأسئلة جيدا حتى يتمكنوا من الإجابة الصحيحة. وحسبما لوحظ ببعض مراكز الإجراء التي زارتها "المساء" بالعاصمة، فقد تبين توفر مصالح النظافة والصحة الذين قدموا لتحليل عينات من ماء الشرب داخل الثانويات فضلا عن أطباء ومستشارين نفسانيين للتكفل بالمترشحين. وبينما ساد السكون بمراكز الامتحان، منذرا بانطلاق الامتحان، فضل أولياء بعض التلاميذ الانتظار بعين المكان والاطمئنان على مدى توفيق أبنائهم في أولى الامتحانات التي تبين لهم مدى استعداد المترشحين لخوض غمار بقية "امتحان العمر".