أشرف، أمس، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، بالمدرسة العليا البحرية بتمنفوست، على حفل تخرج الدفعات للسنة الدراسية 2012 / 2013 التي تميزت هذه السنة باستعراض بحري استعملت فيه الحوامات وفرق الغطاسين الذين جسدوا تمرينا بحريا يخص البحث والإنقاذ، وتم تصويره من الجو بطائرة عمودية وبثه على المباشر من خلال شاشة عملاقة نصبت بمربع تخرج الدفعات. وقد ضمت الدفعة الثامنة والعشرون (2009 /2013) التي سميت باسم الشهيد عبد الرحمان روابح نخبة من الضباط، ويتعلق الأمر بالدفعة ال21 لضباط دورة القيادة والأركان والدفعة الثالثة ليسانس في تخصصي علوم الملاحة البحرية وكذا الاتصالات وأنظمة الأسلحة البحرية، وقد حضر حفل التخرج الذي كان بهيجا بالنسبة لأهالي الخريجين، جمع من الإطارات السامية للجيش الوطني الشعبي وممثلي سفارات دول شقيقه وصديقه. وبعد تفتيش المربعات من طرف الفريق أحمد قايد صالح، ألقى قائد المدرسة العليا البحرية كلمة أبرز من خلالها جهود الدولة في تطوير وعصرنة سلاح البحرية لما له من أهمية قصوى في حماية البلاد، وهنأ الخريجين موصيا إياهم بالعمل وتطبيق معارفهم على أرض الواقع، مؤكدا أن المدرسة شهدت نقلة نوعية فيما يخص التكوين والتجهيز بأحدث المعدات العصرية وفق المعايير الدولية، وقد قام بعد ذلك قائد أركان الجيش الوطني الشعبي رفقة قائدي القوات البحرية والبرية بتسليم الشهادات وتقليد الرتب للمتفوقين الأوائل الذين كان من بينهم تونسي وآخر فلسطيني. وبعد تسليم علم المدرسة للدفعة الثالثة وتسمية الدفعة باسم الشهيد عبد الرحمان روابح، تابع الحضور جانبا من تمرين بحري، نقلت أطواره على المباشر من خلال شاشة عملاقة كانت تبث صورا حية تلتقطها كاميرا من حوامة ظلت تحلق في الجو منذ بدء الحفل إلى نهايته. وقد حلقت طائرتان عموديتان تابعتان لحرس الشواطئ من ساحة العلم نحو البحر وهي تحمل فريق الغطاسين الذين جسدوا تمرينا لسيناريو احتراق باخرة لنقل المسافرين، حيث شاهد الحضور على المباشر من خلال الشاشة العملاقة صور الحوامتين تقومان بإنزال الغطاسين إلى البحر لحمل الضحايا وتحويلهم بعدها إلى سفينة الصومام (سفينة المدرسة) لتقديم الإسعافات لهم، كما استعرضت سفينة أخرى تمرين الرش لإطفاء الحريق المفترض، وقد شارك في التمرين عدة أطراف منها الواجهة البحرية للجزائر، واستعملت فيها قاطرة أعالي البحار. كما نظمت المدرسة العليا معرضا على هامش حفل التخرج تم خلاله عرض مجسمات لسفن حربية، وقد طاف الفريق قايد صالح وضيوف المدرسة بأجنحة المعرض وتلقى شروحات حول الجهود التي تبذلها مؤسسة البناء والتصليح البحري بالمرسى الكبير (وهران) التابعة لقيادة القوات البحرية في مجال تطوير وتصنيع سلاح البحرية ويتعلق الأمر بإنجاز سفينة من نوع غرابة قاذفة صواريخ بطول 62 مترا، وحوض بحري لاصلاح السفن بطول 135 مترا وقدرة 45000 طن، وهي الخطوات الهامة التي يخطوها الجيش الوطني الشعبي في مجال التصنيع العسكري وتطبيق مختلف المعارف والعلوم التي تلقاها إطارات الجيش في مدارس التكوين العسكرية. وقد عبرت العديد من العائلات التي حضرت حفل تخرج الضباط من ذويها عن استحسانها للتنظيم المحكم الذي تميز به الحفل وقد انبهروا بالتمرين البحري الذي شاهدوه على الشاشة العملاقة. للإشارة، فإن الشهيد عبد الرحمان روابح الذي سميت باسمه الدفعات المتخرجة ينحدر من عين البيضاء ببلدية سيدي خويلد بولاية ورقلة والذي تربى في عائلة فقيرة ومتواضعة عانت الحرمان جراء تسلط المعمرين، نال الشهادة الإبتدائية وتمكن من حفظ القرآن، ألزم على آداء الخدمة العسكرية الإجبارية في 1956، وقد لبى الشهيد نداء جيهة التحرير الوطني في 1957 بالولاية التاريخية السادسة، وسقط شهيدا في اشتباك مع جيش الاستعمار بمنطقة بانوج بصحراء بريان (غرداية) في شتاء 1958، حيث كان رفقة شهداء من فصيلته، ودفن هناك.