الشابان ”زين” و”ريان” صديقا حميمان يجمع بينهما حلم الحرقة أو الهجرة غير الشرعية نحو إسبانيا، ويسعيان رغم ظروفهما المادية الصعبة لتحقيق هدفهما. هي قصة آخر أفلام المخرج موسى حداد ”حراقة بلوز”، يقترح فيها عملا موجها للشباب في محاولة لترجمة دوافع تفكيرهم إلى حد إيمانهم بأن الحياة الرغيدة تنتظرهم في أوروبا، لكن ما يلبث هذا الحلم أن يتحول إلى كابوس أعاد لأبطال الفيلم قناعة مفادها أن السعادة ليست حيث يعتقدون. في عرض أول، وجه للصحافة أمس، بقاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح بالجزائر العاصمة، حاول المخرج موسى حداد في 110 دقائق معالجة عدة مواضيع متصلة بطموح الشباب الجزائريين، وفي سيناريو حبكته تتسم بالهشاشة ولم تكن الفرجة حاضرة ولم يوفق المخرج في خلق التشويق في نفوس المتفرجين، إذ كان باستطاعتهم التكهن بما سيحدث من وقائع الفيلم عقب كل مشهد.ويحسب لموسى حداد تميزه في صنعه مشاهد هوليوودية كتصوير مناظر من الأعلى لحركة السيارات، حيث يظهر الطريق السريع كرمز لمغامرة الشاب ”ريان” والانطلاق صوب هدفه، كما شمل مناظر خلابة تعكس الجانب الجمالي للبلاد وأجواء السمر والأمن، وهو ما يثير تساؤلا آخر لماذا ”زين” و«ريان” يريدان الهجرة وبأي ثمن؟ فالمخرج لم يسلط الضوء على الجانب المتعلق بالآفاق المسدودة وحالات الانغلاق التي يواجهها الشباب في يومياتهم. عندما علق ”زين” في عرض البحر رفقة ستة من الشباب وعودته سالما من تلك التجربة المرة المملوءة بالخوف والهلع، توجه لصديقه الحميم ليمنعه من خوض التجربة نفسها، إلا أن ”ريان” يتعنت إلا أنه في آخر لحظة يقرر عدم الذهاب بسبب مرض زوجة أبيه التي يحبها ويقدرها كثيرا فيأخذ نصيبا من المال تركته له أمه المتوفية. ثم يعود زين لحبيبته زولا ويقرران العيش معا في الظروف التي كتبت لهما، أما ريان فقد تعرف على امرأة من شأنها أن تغير حياته إلى الأحسن. الفيلم أعطى الفرصة لوجهين جديدين للظهور سينمائيا، وهما كريم حمزاوي (زين) وزكريا رمضان (ريان)، ويرجح أن كريم حمزاوي استغل فرصته جيدا وفتق إمكانياته المذهلة في أداء دوره، كما أن الممثلة المسرحية موني بوعلام افتكت لها مكانا في ساحة الكبار في أداء دور ”زولا” خطيبة ”زين”، وعرف العمل السينمائي مشاركة أسماء معروفة مثل بهية راشدي وحسان بن زيراري وأحمد بن عيسى ورانيا سيروتي. وعقب نهاية الفيلم، قال المخرج موسى حداد أن فيلمه الأخير ”حراقة بلوز” لا يتناول ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وأنه يريد تقديم فيلم جيد للجمهور ورغم أن موضوع السيناريو هو ”الحرقة” أو الهجرة السرية إلا أنه يقول ”ليست لي رغبة في تشريح الظاهرة”. وعن الفيلم كشفت كاتبة السيناريو أمينة بجاوي حداد وهي زوجة المخرج موسى حداد، أنه كلف حوالي 70 مليون دينار، وهي ميزانية وصفتها بالمتوسطة، مشيرة إلى أن ثلثها ذهب لأستوديو في بلجيكا ليكون جاهزا تقنيا ليتم عرضه سينمائيا.