أشادت نائب كاتب الدولة الأمريكي، المكلفة بالشؤون السياسية، السيدة وندي شرمان، بالإصلاحات الديمقراطية في الجزائر، مشيرة إلى أنه تم إنجاز الكثير رغم أنه يمكن القيام بأشياء أكثر. كما تمنت المسؤولة الأمريكية الشفاء العاجل لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، "الذي له سمعة في الولاياتالمتحدةالأمريكية" مع"العودة في أقرب وقت إلى بلاده". وقالت المسؤولة الأمريكية، خلال الندوة الصحافية التي عقدتها أمس، بمقر سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، في ختام زيارتها لبلادنا قبل توجهها إلى إيرلندا للمشاركة في اجتماع مجموعة الثمانية، أنها تتطلع لأن يكون الإصلاح المؤسساتي مترجما لتطلعات الشعب الجزائري، وراهنت على مستقبل لامع وأفضل للجزائر كونها تلعب دورا رياديا على المستوى الإقليمي، كما يمكنها أن تقدم الدعم اللازم للدول التي عرفت ثورات الربيع العربي. وفي هذا الصدد، أشارت السيدة شرمان إلى أن المحادثات التي جمعتها بالمسؤولين الجزائريين سمحت بالتطرق إلى مختلف القضايا الدولية مع تقاسم الرؤى فيما يتعلق بكيفية استتباب الأمن والسلم والاستقرار في العالم الذي يمر بمرحلة انتقالية، كون الشعوب تتطلع إلى الديمقراطية والحرية ومستقبل أفضل للأجيال القادمة، مضيفة في هذا الصدد أن "التغيير صعب لكنه ضروري ولابد أن يتم". وعلى المستوى الثنائي، أوضحت المسؤولة الأمريكية أنه كانت لها محادثات ممتازة مع المسؤولين الجزائريين وعلى رأسهم الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، حيث تم استعراض مواضيع متعلقة بالشراكة، الأمن، التنمية الاقتصادية، الحكم الراشد والديمقراطية، إلى جانب قضايا دولية كالوضع في مالي، سوريا، السلام في الشرق الأوسط، الحكامة والإصلاحات الديمقراطية في الدول العربية التي تشهد تغيرات، في حين تم التطرق إلى الحوار الاستراتيجي مع رجال أعمال شباب وممثلين عن المجتمع المدني. ومن جهة أخرى، أكدت نائب كاتب الدولة الأمريكي، أن البلدين يتقاسمان نفس الهدف المتمثل في مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن بلادها يهمها أن تكون الجزائر والمنطقة ككل "مؤمنة" ولذلك فإنها لا تتوانى عن تقديم المساعدة والوسائل المناسبة من أجل التصدي لهذه الآفة. أما بخصوص التعاون الاقتصادي، فقد عبرت السيدة شرمان عن تفاؤلها بخصوص زيادة الاستثمارات الأمريكية في الجزائر التي تعمل على توفير المناخ الأفضل لجذب الاستثمارات من خلال تقديم التسهيلات اللازمة والإطار الملائم، مؤكدة أن بلادها تعتبر السوق الجزائرية جيدة. وفي ردها على سؤال حول قراءة الولاياتالمتحدةالأمريكية للاستحقاق الرئاسي المقبل بالجزائر، قالت السيدة شرمان أن ذلك يخص الجزائريين وحدهم وهم الذين يقررون بخصوص انتخاب الرئيس الجديد، مشيرة إلى أن الجزائر تعمل على تقوية مسارها الديمقراطي وتعميقه و«نحن سنعمل مع أي مؤسسة منتخبة ديمقراطيا". وعن إمكانية قيام الرئيس الأمريكي باراك اوباما بزيارة إلى الجزائر مثلما تداولته بعض وسائل الإعلام الوطنية منذ أشهر، استبعدت السيدة شرمان ذلك في الوقت الراهن بسبب كثافة أجندة الرئيس الأمريكي، مضيفة أن العديد من المسؤولين الأمريكيين على أعلى مستوى زاروا الجزائر مثلما هو الشأن لكاتبة الدولة الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون التي زارت بلادنا مرتين، إلى جانب زيارات نائب وزير الخارجية وليام برنز في العديد من المرات للجزائر ولقاء الوزير الأول السيد عبد المالك سلال ووزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي بكاتب الدولة للشؤون الخارجية الأمريكية جون كيري على هامش أشغال الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا. هذا بالإضافة إلى الزيارة التي قامت بها إلى الجزائر في إطار جولة شملت أيضا ليبيا، مصر، تونس والمغرب. أما دوليا، فقد جددت السيدة شرمان موقف بلادها الثابت من نزاع الصحراء الغربية، مؤكدة أنها تشجع طرفي النزاع للعمل سويا مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لإيجاد حل مقبول ودائم. وبخصوص النتائج التي تمخضت عنها الانتخابات الرئاسية في إيران، عبرت المسؤولة الأمريكية عن احترامها لخيار الشعب الإيراني، آملة في أن يشكل ذلك فرصة جديدة للحكومة الجديدة والمجموعة الدولية لفتح حوار مباشر بخصوص البرنامج النووي. وعن الوضع في ليبيا وإفرازات الثورة، أشارت إلى أن تدخل القوات الأجنبية في هذا البلد تم وفق ما اتفق عليه الليبيون وتطلعهم للتغيير، لاسيما وأنهم كانوا على استعداد للتضحية بأنفسهم من أجل تحقيق هذا الهدف. مشيرة إلى أن ثمار هذا التغيير بدأت تتجلى في الواقع وأنه لا بد من مساندة الليبيين من أجل بناء مصيرهم. وكانت السيدة شرمان قد صرحت عقب استقبالها من قبل وزير الخارجية السيد مراد مدلسي أن البلدين يعملان في إطار تنسيق "متين" سواء على الصعيد الثنائي أو متعدد الأطراف في مجال التعاون الأمني والتنمية الاقتصادية. وقالت المسؤولة الأمريكية "لقد تطرقنا إلى عدة قضايا مرتبطة بالعلاقات الجيدة والمتينة القائمة بين الجزائروالولاياتالمتحدة كما تناقشنا حول ما يمكننا القيام به سويا على المستوى الإقليمي والدولي". للتذكير، كانت السيدة شرمان التي ترأست أشغال الحوار الاستراتيجي الجزائري-الأمريكي في أكتوبر 2012 في واشنطن بمعية الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل، قد صرحت أن هذا الحوار "يشكل الأساس الذي تريد الولاياتالمتحدةوالجزائر بناء علاقاتهما المستقبلية عليه" كما شددت على ضرورة توسيع التعاون بين البلدين.