تعمل البلديات الساحلية للجزائر العاصمة على توفير الأجواء المناسبة والظروف الملائمة لاستقبال آلاف المصطافين الذين سيتوافدون على الشواطئ والمرافق السياحية طيلة أشهر العطلة الصيفية، كما تعمل جاهدة على تفادي النقائص في مجال الخدمات السياحية، إلى جانب توفير الأمن والنظافة، خاصة أن موسم اصطياف هذه السنة سيواكب شهر رمضان المعظم، وستتغير معه وجهات المصطافين الذين سيفضلون قضاء سهراته بين المساجد والشواطئ، مع أن بوادر نجاح هذا الموسم بدأت تتجلى في شواطىء بلديات برج البحري، المرسى، عين طاية وبرج الكيفان التي زارتها ”المساء”. تسعى العديد من البلديات الساحلية إلى التميّز لتكون مدينة سياحية بكل المقاييس، من خلال الاستغلال الرشيد لجميع إمكانياتها الطبيعية، مع إعادة تهيئة شواطئها وتحقيق موسم اصطياف ناجح، بتوفير المرافق الضرورية منها؛ الإيواء، الإطعام وتوفير التسلية. 300 مليون سنتيم لإعادة تهيئة شواطىء المرسى وقد سخرت ولاية الجزائر العاصمة مبلغ 300 مليون سنتيم لاستقبال موسم الاصطياف ببلدية المرسى شرق العاصمة، التي يضم أربعة شواطئ مسموح بالسباحة فيها تتمثل في؛ تمنفوست غرب بجانب الميناء، تمنفوست شرق وشاطئ سيدي سليمان، في انتظار فتح الشاطئ الخامس ”سيدي لحاج” عن قريب، حيث أكد رئيس البلدية، السيد حسان بلحاج أن هيئته قامت بحملات تنظيفية على مدار السنة، وضاعفت من عدد الأعوان ليصل إلى 10 يعملون بشكل يومي، مع تخصيص شاحنتين للنفايات التي ترمي بها مياه البحر إلى الشاطىء بسبب الرياح الشمالية الغربية، كما أشرفت البلدية على تزيين الأحياء وطلاء الأرصفة، إضافة إلى وضع حاويات القمامة على مستوى الشواطئ، إلى جانب توفير الإنارة العمومية، خصوصا أن العائلات الجزائرية تقصد الشواطىء ليلا خلال سهرات شهر رمضان، إضافة إلى تعبيد الطرق، يقول محدثنا. كما توجد تدابير لضمان الأمن من خلال تخصيص مراكز على مستوى الشواطئ الأربعة، ودوريات ليلية تسهر على خدمة المواطن، ما استحسنته بعض العائلات التي التقيناها بشاطىء تمنفوست، والتي طالبت بإنجاز مراحيض عمومية، الأمر الذي تسهر على تحقيقه السلطات المحلية خلال هذه السنة، يقول السيد بلحاج ل”المساء”. حفلات شعبية في شهر رمضان وحظائر السيارات ب 50 دينارا بتمنفوست كما ستعيش شواطئ بلدية المرسى حركية مميزة هذه السنة بتزامن فصل الصيف مع الشهر الفضيل، إذ أوضح رئيس البلدية أنه يوجد برنامج مسطر يضم سهرات فنية ونشاطات رياضية، كمهرجان الزوارق البحرية و«الكانوي كاياك”، مع تربصات في مجال الغوص والصيد، كما ستحيي البلدية سهرات ليلية بإقامة حفلات شعبية وتنظيم دورات رياضية للشطرنج، ”الدومينو” والكرة الحديدية التي تعد من تقاليد البلدية، هذه المبادرة تجري بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة، وتستمر بعد رمضان، كما يتم تحضيرها لموعد 5 جويلية، بالإضافة إلى ذلك، هناك مراقبة يومية فيما يخص الأكل، خصوصا المثلجات، علما أن محلات الأطعمة الموجودة بتمنفوست لديها اعتمادات، إذ يمنع منعا باتا البيع بدون رخص، ما عدا المياه المعدنية والمشروبات الباردة، وأضاف مصدرنا أن الشواطىء تحتوي على حظائر للسيارات، يسهر على حمايتها شباب المنطقة تطبيقا لتعليمة وزير الداخلية، حيث يحوزون على تراخيص عمل وفق بطاقات وارتداء بذلات تحمل اسم البلدية، كما أن تأشيرة الدخول مقدرة ب 50 دينارا، مع إعطاء تذكرة للسائق عليها ختم البلدية، وهذا لإزالة الفوضى والعمل في إطار قانوني، ووجه السيد بلحاج نداء لمديرية الثقافة لإعادة تهيئة المعلم السياحي ”حسن التركي” الذي تعود جذوره إلى العهد الروماني، كونه غير مستغل، شأنه شأن المتحف الموجود بداخله، ”ونريد استغلاله لتنظيم مهرجان الأغنية الأندلسية والشعبية وإقامة مسرحيات”، يقول نفس المتحدث. شواطىء ذهبية يغزوها الإسمنت ببرج البحري برج البحري بلدية ذات طابع سياحي، بدليل الحدود البحرية التي تمتد عليها الشواطىء التي كانت ذهبية، وللأسف، أصبحت ركاما بسبب غزو الإسمنت، حسب ما أكدته زيارتنا لبعض الشواطىء غير مسموح بالسباحة فيها، حيث يقول رئيس البلدية، السيد محمد قدور ل ”المساء”؛ إنه لم يعد في هذه البلدية سوى أربعة شواطىء محددة مسموح بالسباحة فيها، تتمثل في؛ ”الأمواج الصغيرة شمال وجنوب”، ”لاسيغون”، ”لافريغات”، بالإضافة إلى مدرسة الألواح الشراعية التي تعد حيزا خاصا مستغلا في ممارسة رياضة الزوارق والألواح الشراعية، وهي جاهزة لاستقبال مصطافيها، وستستقطب شواطئ سواحل برج البحري المواطنين من مختلف البلديات، على غرار مواطني عين التوتة بولاية باتنة المتعودين على زيارة المنطقة، والتكفل التام يكون من طرف البلدية من حيث الإيواء، الإطعام والأمن، كما قُدمت لنا عروض قدوم بعض الفرق من الصحراء للاستمتاع بزرقة البحر، يقول السيد قدور، والميزانية تتكفل بها سلطات الولاية وتأخذ على عاتقها الإنارة، التنظيف، تعبيد الطرق، ونحن نشجع إقبال المواطنين على الشواطئ، وشباب البلدية على إقامة بعض الحفلات وتوفير الأكشاك، واستهجن بعض المواطنين الذين التقيناهم بشاطىء ”لاسيغون” ظاهرة زحف الإسمنت التي غيرت وجه سواحل برج البحري الحقيقي وأفقدته بريقه بسبب السكان.