مع حلول فصل الصيف، تكتظ الأسواق والشوارع بالنظارات الشمسية بأحجام، ألوان وأشكال مختلفة تحمل “ماركات” عالمية، تتهافت عليها مختلف شرائح المجتمع للزينة وحماية أعينهم من أشعة الشمس، حيث تلقى هذه السلعة المقلدة رواجا لأسعارها المتدنية والمغرية، رغم أخطارها الجسيمة على العين. بدأ الصيف بحرارته المرتفعة وشمسه القوية التي تجبر الكثيرين على وضع نظارات ملونة اتقاء الضوء الشديد، بخلاف من اعتادوا على استعمال النظارات الشمسية من مختلف الطرازات والماركات العالمية وأحدث خطوط الموضة، حيث يتنافس الباعة على عرض نظارات شمسية ملونة، رخيصة الثمن ورديئة الصنع، يغامر مقتنوها بنور أعينهم، حسب ما أكده لنا المختصون. سألنا وحيد، شاب مقبل على طاولة لبيع النظارات الشمسية المقلدة عن المعايير المعتمد عليها في اختيار نظارته الشمسية، ليجيب أن السعر هو المقياس الأساسي لديه لشراء هذه الأخيرة، ومنه اقتناء العديد منها. وحول كيفية اختيار النظارات وخطر المقلدة منها، قال الدكتور محمد بوشاين، استشاري في طب وجراحة العيون؛ “إن فصل الصيف من الفصول التي يكثر فيها استخدام النظارات الشمسية نظرا لارتفاع درجات الحرارة وزيادة الإصابة ببعض التهابات العيون والحساسية، واستخدامها يكون تلقائيا دون استشارة طبية. وأضاف محدثنا “أن النظارات المعروضة على الأرصفة تباع عند بائع الجملة بالميزان ك”الخردة”، أي أن سعرها يتحدد بالكمية، على خلاف النظارات الطبية التي تباع منفردة وحسب النوعية، وهذا يعكس رداءتها، علاوة على أنها مصنوعة من المواد المرسكلة التي تفتقر إلى كل المعايير الصحية، مما يجعلها تشكل خطرا على سلامة العينين”. وأردف محدثنا :”الأدهى ما في الأمر أن الشباب لا يهتم بسلامة عينيه، فيبحث عن تلك التي تناسب تقاسيم وجهه أو شكل عينيه أو حتى لون الملابس وليس نوعية زجاج النظارات المصنوع من البلاستيك، للأسف. وأضاف: “النظارات داكنة الزجاج أكثر خطورة من غيرها، لأنه يمكن لأشعة ما فوق البنفسجية أن تخترقها فتخدع حدقة العين التي تبقى مفتوحة، لتصل هذه الأشعة إلى شبكية العين وتلحق بها الضرر والأذى. من ناحية أخرى، ثمن الدكتور العدسات الطبية التي تتماشى مع المقاييس الصحية المصنوعة من مادة تسمى “بلورايز” التي تحمي العين من الأشعة المضرة وتجعل الرؤية أوضح، كما تحمي العين من الأتربة وأشعة الشمس القوية التي تسبب لها جفافا والتهابات، وإذا كان للجانب الصحي أهمية كبيرة، فإن الجانب الجمالي لا يستهان به، إذ يحتاج هو الآخر إلى وقفة وتريث عند الاختيار، فحتى النظارات الطبية تهتم بهذا الجانب، لتحقيق نوع من “البرستيج”، هذا ما ترجمته أشهر الماركات العالمية باهتمامها بموضة النظارات الشمسية التي تعتبر غير مضرة بصحة العين. ومن الأمراض التي تسببها هذه النظارات، يذكر الأخصائي؛ التهاب أغشية العين الخارجية، التهاب القرنية وحدوث آلام في العين، مع الحكة، إلى جانب صداع في الرأس، كما قد تحدث حساسية في العينين، خاصة إذا ارتداها الشخص باتجاه أشعة الشمس، وتكرار العملية يؤدي إلى فقدان البصر. ودعا المختص إلى تفعيل دور الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات في ما يخص تحليل خامات النظارات المستوردة، وتعزيز دور مصلحة الجمارك في زيادة نسبة العينة العشوائية عند الكشف على صحة البضائع المستوردة، حتى لا تمر هذه السلعة داخل الحاويات دون الكشف عنها”.