حذر خبراء ومختصون من المخاطر الناجمة عن استهلاك اللحوم الحمراء والبيضاء المسوقة بنقاط الذبح والبيع العشوائية، التي رصد منها أزيد من 50 موقعا عبر بعض الولايات، مؤكدين أن هذه الأخيرة تبقى القناة الرئيسية لتمرير لحوم فاسدة وغير مراقبة من طرف بيطري لتصل إلى صحون المستهلك.وكشف الناطق الرسمي لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين من جهة أخرى، أن 60 بالمائة من النعاج توجه للذبح رغم حظر ذلك قانونا، مشيرا إلى التهديد الذي يمثله هذا السلوك على الثروة الحيوانية الوطنية. وأوضح ممثل اتحاد التجار، السيد الحاج الطاهر بولنوار، أن المخاطر المنجرة عن استهلاك اللحوم غير المراقبة بيطريا ستكون أكبر في شهر رمضان الذي يتزامن مع عز فصل الصيف وارتفاع الحرارة إلى درجات استثنائية، ما يشكل خطرا حقيقيا على صحة المستهلك، بسبب التسممات التي سترتفع حالاتها في حال عدم وضع حد لهذه الظاهرة والانتباه عند اقتناء أي منتوج غذائي وعلى رأسها المواد سريعة التلف كاللحوم الحمراء والبيضاء. وحمل المتحدث السلطات المحلية وعلى رأسها البلديات، بصفتها المسؤولة الأولى على ما يحدث فوق إقليمها، وبالتالي مسؤوليتها على هذه النقاط الفوضوية لبيع اللحوم، وكذا المذابح الموازية غير المعتمدة التي تتهرب من الرقابة الصحية والبيطرية، معرضة المستهلك إلى الهلاك. ودعا بولنوار في هذا السياق السلطات المعنية، إلى تشديد الرقابة على أصحاب هذه المواقع، الذين ينشط البعض منهم في العلن والبعض الآخر في المستودعات وفي فضاءات سرية مغلقة. كما دعا رؤساء البلديات، مباشرة تحقيقات ميدانية للكشف عنهم وعدم التساهل معهم، علما أن 200 طن من اللحوم تسوق يوميا بعد تعرضها لساعات طويلة لأشعة الشمس والغبار، حسب تقديرات اتحاد التجار. كما دق الخبراء خلال ندوة صحفية نظمت أمس بمقر اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين ببلوزداد، ناقوس الخطر، إزاء الذبح المفرط والمكثف للنعاج، داعيا السلطات العمومية إلى تشديد الرقابة على من يسوقون أنثى الخروف للذبح، من مربين ومتعاملين وتجار، لحماية الثروة الحيوانية لاسيما الغنم من الانقراض. وكشف بولنوار في هذا الصدد، أن 60 بالمائة من النعاج تذبح ويسوق لحمها رغم أن القانون الجزائري يمنع ذبحها منعا باتا، فيما يشترط عالميا عدم تجاوز نسبة ال10 بالمائة في هذا المجال. وبخصوص حال سوق اللحوم، أكد المشاركون في الندوة، أن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء راجع إلى قلة الإنتاج، حيث أشاروا في هذا الصدد، إلى أن الإنتاج الوطني من اللحوم الحمراء لا تتعدى 600 ألف طن، بينما تقدر حاجياتنا الوطنية من هذه المادة مليون طن سنويا، أي بتسجيل عجز ب 40 بالمائة، علما أن الاستهلاك السنوي للمواطن من اللحوم الحمراء لا تتجاوز ال16 كلغ سنويا، فيما يتجاوز معدل الاستهلاك عالميا 25 كلغ. وتوقع بولنوار أن ترتفع أسعار اللحوم الحمراء بنسبة 5 إلى 6 بالمائة خلال الأسبوع الأول من رمضان، قبل أن تعود إلى الاستقرار، وهو نفس الاتجاه الذي تعرفه اللحوم البيضاء التي ستحافظ على استقرارها النسبي، على أن يحدد سلوك المستهلك في الأيام الأولى من الشهر الكريم مصير هذه الأسعار طيلة الشهر. وأوضح رئيس اللجنة الوطنية للحوم الحمراء، الطاهر رمرم، أن الدولة سطرت مشاريع ضخمة من أجل رفع الإنتاج منها إنجاز ثلاثة مذابح على مستوى كل من ببوقطب بالبيض، الجلفة وأم البواقي لتصبح أقطابا كبيرة، مشددا على ضرورة متابعة هذه المشاريع بشكل يضمن استقرار الإنتاج. مشيرا إلى أنّ الجزائر تفتقد في الوقت الحالي لمذابح مطابقة للمقاييس الدولية، نافيا من جهة أخرى تهريب الأغنام الجزائرية نحو المغرب، مؤكدا أنّ ذلك لم يعد موجودا منذ سنتين، وأن العكس هو الحاصل حاليا، حيث يتم تهريب الأغنام المغربية نحو بلادنا، كون أن الأغنام الجزائرية أصبحت غالية.
80 بالمائة من مربي الدواجن ينشطون بطريقة تقليدية وعن فرع الدواجن، أكد بعض المربين الذين حضروا الندوة، أن هذه الأخيرة لا تزال تعرف مشاكل كبيرة ناتجة أساسا عن عدم تنظيمها وغياب الإحصاءات وإستراتيجية بين المربين، رغم الجهود الجبارة التي تبذلها الدولة للنهوض بهذا الفرع، من خلال الإجراءات التي اتخذتها لفائدة المربين كإعفائهم من الرسم على القيمة المضافة عند الاستيراد. وأكد إدير سعدي صاحب مذابح صناعية ببرج الكيفان، أن ما تشهده هذه الشعبة من فوضى، سببه عدم التنظيم وغياب التنسيق بين المربين الذين ينشط 80 بالمائة منهم بطرق تقليدية بعيدا عن المعايير المعمول بها، مشيرا إلى أنه في الآونة الأخيرة بدأت بوادر التحسن في البروز، حيث يفكر الفاعلون في إنشاء جمعية خاصة بهم، بغية التنسيق أكثر لتطوير الشعبة وضمان استقرار الأسعار. وتوقع المتحدث انخفاض أسعار اللحوم البيضاء مع بداية الأسبوع الثاني من شهر رمضان، محذرا من شرائه من المذابح الفوضوية في فصل الصيف خاصة، وكذا شراء دجاج غير مفرغ من الأحشاء والزوائد لما له من ضرر على الصحة.