عرفت أسعار الخضر والفواكه واللحوم ارتفاعا بنسبة تتراوح ما بين 3 إلى 5 بالمائة، عشية شهر رمضان، في مجمل أسواق العاصمة، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، بالرغم من الضمانات التي قدمتها وزارة التجارة التي طمأنت باستقرار الأسعار خلال شهر الصيام بفضل وفرة الإنتاج، غير أن الاتحاد العام للتجار والحرفيين أرجع هذا الارتفاع إلى سلوك المواطن وغياب ثقافة الاستهلاك مما يؤدي إلى زيادة الطلب بشكل كبير، مؤكدا أن الأسعار ستنخفض ابتداء من الأسبوع الثاني من رمضان. على عكس الضمانات التي قدمتها وزارة التجارة قبل شهر رمضان، هاهم بعض التجار يخالفون ذلك، حيث استغلوا إقبال المواطنين على الأسواق عشية شهر رمضان لرفع أسعار الخضر والفواكه واللحوم، حتى وإن كانت هذه الزيادات بدأت تدريجيا منذ أسبوع أو أكثر مثل الدجاج الذي تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من 220 دينارا ليقفز إلى 330 دينارا أمس، بعد أن وصل إلى 280 دينارا ثم 300 دينار بصفة تدريجية منذ أسبوع للتحايل على المواطن حتى لا تكون هذه الزيادة دفعة واحدة. وأكد السيد حاج الطاهر بولنوار، الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين، في اتصال مع ”المساء” أمس، أن هذا الارتفاع ليست له علاقة بالإنتاج لأنه متوفر وبكميات معتبرة جدا، مشيرا إلى أن هذه الأسعار لم ترتفع في أسواق الجملة وهو ما يبين أن الارتفاع المسجل في أغلب الأسواق أمس لا يرجع إلى أسواق الجملة بل إلى تصرف المستهلكين الذين أقبلوا على هذه الأسواق لاقتناء كميات كبيرة شجعت بعض التجار الطفيلين على رفع الأسعار بسبب زيادة الطلب. وفي هذا السياق، جدد محدثنا دعوة المواطن إلى عقلنة استهلاكه باقتناء الكميات التي يحتاجها فقط وتجنب التبذير وشراء كميات كبيرة لأن المنتوج متوفر ولا توجد أي ندرة وبالتالي فلا خوف من عدم وجود السلع في الأسواق أمام وفرة الإنتاج. وأفاد المتحدث باسم اتحاد التجار أن هذه الأسعار ستعرف انخفاضا مع بداية الأسبوع الثاني من رمضان لتعرف استقرارا كما كانت عليه من قبل، غير أن السيد حاج طاهر أكد أن هذا الانخفاض مرهون بعقلنة الاستهلاك والتحلي بثقافة استهلاكية، لأن تهافت المواطن على اقتناء كميات تتجاوز حاجاته سيبقي على الأسعار مرتفعة، إذ سيستغل التجار فرصة قبول المواطن لشراء مختلف السلع بأسعار باهظة. وحمل السيد حاج الطاهر البلديات مسؤولية هذا الارتفاع، موضحا أن مصالح الشؤون الاقتصادية بالبلديات يجب أن تقوم بمراقبة الأسواق المتواجدة بإقليمها وتتصل بمديريات قمع الغش ومراقبة الأسعار في حال تسجيل أي تجاوزات. كما حذر محدثنا من استهلاك اللحوم التي تباع في الأسواق الفوضوية نظرا للأخطار الكبيرة التي قد تلحقها بصحة المستهلك خاصة وأن باعة هذه اللحوم يبيعونها دون أي مراقبة صحية أو بيطرية، وهو ما يشكل خطرا في حال ما إذا كانت هذه المواشي مريضة وغير صالحة للاستهلاك. وطالب من كل الجهات المتدخلة من اتحاد التجار، هيئات رقابة، وزارة التجارة، والبلديات لتحمل مسؤوليتها كاملة بالتدخل من أجل وضع حد لهذه الظاهرة التي باتت تقلق المواطن وتهلكه كلما حل شهر رمضان من خلال انتظار هذا الشهر لتحقيق الربح ورفع الأسعار بدل استغلاله كشهر للرحمة والتعاون. ولاحظت ”المساء”، أمس، في سوق ”كلوزال” بالجزائر العاصمة أن أسعار بعض الخضر والفواكه عرفت ارتفاعا كالبطاطا التي قفز سعرها من 25 دينارا إلى 40 دينارا بالرغم من أن سعرها في سوق الجملة لا يتجاوز 20 دينارا، والفلفل الحلو إلى 100 دينار، الليمون 200 دينار، الطماطم 80 دينارا، الجزر 70 دينارا، الكوسة 80 دينارا، الخس 70 دينارا، الفجل ”اللفت” 100 دينار، البصل 49 دينارا، الفاصولياء الخضراء 140 دينارا، في حين ارتفع سعر الموز إلى 160 دينارا والتمور إلى 500 دينار. أما اللحوم الحمراء فسوقت بمعدل 1300 دينار للكيلوغرام وطبعا يختلف هذا السعر حسب اختلاف النوع، في حين ارتفع سعر الدجاج إلى 330 دينارا.