قام صباح أمس، الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، بزيارة عمل وتفقد إلى ولاية تيزي وزو، حيث وقف عند أشغال إنجاز مشاريع تنموية استفادت منها الولاية في إطار مختلف البرامج التنموية السابقة والمخطط الخماسي الجاري، التي ستعمل على دفع عجلة التنمية بالولاية التي تعاني التأخر والركود لأسباب مختلفة، كما أشرف على إعطاء إشارة انطلاق مشاريع وتدشين أخرى التي ستعمل على تحسين الإطار المعيشي لسكان الولاية. وكانت المحطة الأولى التي وقف عندها الوزير الأول دائرة ذراع بن خدة، حيث تفقد مشروع إنجاز جسر بسيدي نعمان للسكة الحديدية بطول 765 مترا المندرج ضمن خط السكة الرابط بين ثنية وتيزي وزو، الذي سجل تقدما في الأشغال بنسبة 30 بالمائة، حيث عرض عليه واقع عدة مشاريع متعلقة بالنقل بالسكة الحديدية وأشغال عصرنة وكهربة الخط الرابط بين ثنية وتيزي وزو، حيث تم تسجيل مشروعين هما قيد الدراسة أحدهما متعلق بتمديد خط السكة إلى غاية مدينة اعزازقة مرورا بالقطب الجامعي تامدة والذي يمتد على مسافة حوالي 25 كلم وآخر يمتد من دلس (ولاية بومرداس) إلى غاية ذراع الميزان (ولاية تيزي وزو). وتسمح هذه المشاريع بخلق خطوط جديدة للنقل بالسكة الحديدة وكذا 9 محطات منها يسر، برج منايل، الناصرية، بوخلفة وتيزي وزو، تربط مختلف الخطوط للنقل بالسكة الحديدية إلى جانب عملية كهربة الخط بسرعة 160 كلم في الساعة والذي أنجز موازاة مع مشروع إنجاز أشغال بالخط القديم، كما تم الانتهاء ودائما في إطار أشغال عصرنة وكهربة الخط من حفر نفقي الناصرية بطول 1800 متر وتادمايت بطول 800 متر، فيما تجري عملية إنجاز نفق آخر بمدينة ذراع بن خدة بطول 325 مترا تم حفر 45 مترا منه لحد الآن، حيث تشرف مؤسسات حداد، ومؤسستان أجنبيتان "اوزقن" و«اونير" إلى جانب مكاتب دراسات على عملية إنجاز المشروع الذي رصد له مبلغ 56 مليار دج وينتظر استلام المشروع في جانفي 2015 مما سيعمل على تحسين النقل سواء للمسافرين أو البضائع لولايات الجزائر، بومرداس وتيزي وزو. كما اطلع الوزير على مخطط مشروع النقل بالعربات المعلقة "التيلفيريك" الذي رصد له مبلغ يزيد عن 4 ملايير دج، حيث ينتظر أن يستغل سكان تيزي وزو بعد 24 شهرا هذه الوسيلة الجديدة في النقل التي تمتد على مسافة 6 كلم وسيربط أعالي منطقة ارجونة بمحطة متعددة الخدمات ببوهينون بمدينة تيزي وزو، وسيتكفل مجمع من المؤسسات للنقل بالسلك لتيزي وزو عملية الانجاز بشكل مؤقت، فيما تتكفل مؤسسات جزائرية وفرنسية بالهندسة المدنية. وتنقل الوزير الأول رفقة الوفد المرافق له إلى وسط مدينة ذراع بن خدة، حيث أشرف على تدشين وتفقد أجنحة ومصالح مستشفى مختص في أمراض وجراحة القلب لدى الأطفال، المشروع الذي رصد لانجازه غلاف مالي قدره 1,5 مليار دج تتكفل بإنجازه مؤسسة جزائرية -برتغالية يتسع ل80 سريرا سيستقبل الأطفال الذين يعانون من أمراض القلب، وعملا على ضمن حسن الاستقبال تم تدعيم المؤسسة بمصالح مختلفة منها، مصلحة استعجالات، مصلحة لإجراء مشاورات أو فحوصات للقلب، مصلحة استشفائية مدعمة بوحدتين إحدهما ستخصص للأطفال، وأخرى للرضع أو المولودين الجدد، مع تدعيمها كذلك ب3 قاعات متخصصة في مجالات عديدة منها لإجراء عمليات جراحية، وأخرى كتاتريزم استكشاف مع التصوير، هذا إضافة إلى قاعات متخصصة في تكوين أطباء، وطلبة الطب، كما تمت برمجة مدرج بسعة 300 مكان إضافة إلى قاعتين للتدريس ومكتبة مدعمة بمختلف العناوين وغيرها من المرافق التي تستجيب للنوعية والنشاط الذي تخصصت فيه هذه المؤسسة التي لها طابع جهوي على اعتبار أنها ستستقبل إلى جانب مرضى الولاية مرضى ولايات البويرة، بجاية، بومرداس. وتم عرض بذات المؤسسة مخطط لمشروع إنجاز مركز لمكافحة السرطان بسعة 140 سريرا الذي رصد له مبلغ 8،5 ملايير دج، حيث ستتم مباشرة أشغال إنجازه بدءا من اليوم. وأعطى السيد عبد المالك سلال إشارة انطلاق أشغال ربط تيزي وزو بالطريق السيار شرق-غرب، على مسافة 46 كلم حيث تتواجد 36 كلم منها بتراب تيزي وزو والباقي بولاية البويرة، المشروع الداخل ضمن مخطط مديري للطرق والطرق السريعة 2005-2025، تم رصد له مبلغ 60 مليار دج، سيعمل على حل بشكل نهائي مشكل المسافة والوقت للمسافر، كما أنه سيساهم في استحداث 20 ألف منصب شغل ، تم حاليا استحداث 13 ألفا منها 11 ألف يد عاملة وطنية. وقد تمت تهيئة كل الظروف لمباشرة أشغال ربط تيزي وزو بهذا المشروع الكبير انطلاقا من وادي السبت التابع لمدينة ذراع بن خدة، مرورا بوادي فالي التابع لمدينة تيزي وزو، والذي يمتد إلى غاية الطريق الوطني رقم 25 بجهة ذراع الميزان، وصولا إلى غاية جباحية بولاية البويرة، هذا الطريق الذي يعد الثاني على المستوى الوطني. ودعا الوزير في سياق متصل إلى إنجاز طريق انحراف للوسط الحضري لعاصمة الولاية لضمان ربط المناطق الشرقية لتيزي وزو بالطريق السيار شرق –غرب وهذا لتفادي الاكتظاظ والازدحام داخل المدينة. من جهته، قطاع السكن حظي هو الآخر باهتمام كبير من طرف الوزير الأول، حيث تفقد مشروع إنجاز 5000 مسكن عمومي للايجار بقطب الامتياز وادي فالي، المشروع الذي رصد له مبلغ 11 مليار دج مسجل في إطار البرنامج الخماسي 2010-2014 وتتوزع هذه السكنات على 210 أجنحة، حيث يضم 95 جناحا 2369 مسكنا، التي سجلت تقدم بنسبة 10 بالمائة، فيما أن أشغال 115 جناحا التي تحوي 2631 مسكنا لم تنطلق بعد، ودعا الوزير في هذا السياق إلى إنجاز أحياء فردية تضفي صورة جمالية على القطب وليس فقط عمارات مع الإسراع في عملية تعويض أصحاب الأراضي التابعة للخواص بهذا القطب والتي تقدر ب591 هكتارا من أصل 902 هكتار من المساحة الكلية للقطب، وكذا إنجاز شوارع رئيسية كبيرة وتسميتها بأسماء أهم أبطال الثورة المظفرة من أبناء المنطقة، وتم عرض على الوزير واقع قطاع السكن حيث استفادت تيزي وزو من 112.915 مسكنا بمختلف أنواعها والموزعة عبر بلدياتها، انتهت أشغال إنجاز 54 ألفا، فيما سجلت 7200 قيد الدراسة و42 ألفا قيد الانجاز، في حين لم تنطلق بعد أشغال إنجاز 9300 مسكن. وتفقد السيد سلال مشروع إنجاز ملعب بسعة 50 ألف مكان بمنطقة بوخلفة بالمخرج الغربي لتيزي وزو والذي يتكفل بإنجازه المجمع الجزائري- الاسباني المتكون من مؤسسة حداد للأشغال العمومية ومؤسسة (اف سي سي) للبناء الاسبانية، وسجل إنجاز 30 بالمائة من الأشغال ودعا الوزير الأول المؤسسات المكلفة بإنجاز هذا المركب وفقا للمعايير الدولية التي نصت عليها "الفيفا" باتخاذ كل التدابير والاحتياطات لضمان إنهاء الأشغال وتسليمه في سبتمبر 2014، حيث قال "المشكل وراء تأخر المشروع ليس له علاقة بالإدارة وإنما موجود داخل المؤسسة الاسبانية التي دعاها إلى حله لضمان استكمال الأشغال وفتح الملعب الذي رصد له غلاف مالي قدره32 مليار دج وفتح أبوابه لاحتضان مختلف المنافسات الرياضية للموسم الرياضي 2014-2015. ووقف الوزير الأول في ختام الزيارة التي اختتمت بلقاء مع المجتمع المدني، عند النصب التذكاري الكبير الذي هو عبارة عن شمعة أنجزتها مصالح الولاية بمدخل مدينة تيزي وزو وتحديدا بالقرب من مديرية الأمن الولائي، نصب يضم ما يزيد عن 20 ألف اسم لشهيد وشهيدة من الذين ضحوا بالنفس والنفيس لتحيا الجزائر حرة مستقلة، حيث تمت قراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الأبرار.