تميزت السهرة الثالثة من المهرجان الدولي للإنشاد ببريق النجمين المنشد التركي أندر دوغان والمنشد المغربي رشيد غلام، في ليلة كان الجمهور فيها حاضرا بقوة ليستمتع بأعذب الأصوات وأجمل الكلمات التي تتغنى بحب الرسول وتناجي الله. استهلت جمعية آفاق سوف للثقافة والفنون، الحائزة على الجائزة الأولى في المهرجان المحلي للإنشاد بمدينة ورقلة، الحفل وقدمت مجموعة من أناشيدها، وبدأت بأنشودة من المقام الحجازي بعنوان ''جزى الله رب الناس خير جزائه'' وأنشودة ''ستار الله الغفار'' و'' هيا وانزورو'' التي تفاعل معها الجمهور ورددها مع أعضاء الفرقة، وبالتزامن مع موسم الحج رفعت الفرقة أنشودة '' يا كعبة يا بيت ربي محلاك'' للمرحوم عبد الرحمان عزيز، تحية لكل الحضور والحجاج الذاهبين لأداء مناسك الحج، لتتعالى بعدها زغاريد النسوة الموجودات بالقاعة... ولأنها جاءت من منطقة وادي سوف، قدمت الفرقة بعضا من التراث الموسيقي السوفي من خلال أنشودة ''شارق والله نورك يا مكة'' و'' الله يا مولانا'' و'' جل الله في علاه''، بالإضافة إلى استحضار التراث التلمساني بأنشودة ''اللهم صل'' التي تجاوب معها الجمهور بحماسة. بعدها، صعد المنشد التركي الكبير أندر دوغان ركح دار الثقافة عبد القادر علولة ليمتع الجمهور بصوته العذب، وما إن دخل حتى ضاقت القاعة بالأصوات المتعالية والتصفيق الحار عليه، فأنشد وأمتع الجمهور بصوته وأناشيده المنتقاة سواء بالتركية أو العربية، فأبدع بكلتا اللغتين وأدى أنشودة '' صلى الله على محمد '' وأتبعها بأجمل المقامات التركية من خلال إبداعه في أنشودة باللغة التركية، بالإضافة إلى أنشودة أخرى بعنوان ''إن ربي قد دعاني''، أطلق بعدها العنان لصوته عاليا ليحلق في سماء تلمسان في مقطع '' يمن نحو المدينة''، وهي أنشودة مركبة من كلمات تركية وعربية بإيقاعات جميلة، تفاعل معها الحاضرون بحماسة منقطعة النظير. كما قام المنشد التركي بالعزف على آلة الناي في مقطوعة شهيرة لنوري كوفي تجاوب معها الجمهور، ليختتم فقرته بأنشودة تركية على مقام نهاوند وتكريم محافظة المهرجان للمنشد وفرقته. وختم السهرة المنشد المغربي رشيد غلام، الذي قال عند صعوده خشبة المسرح، أن مشاركته في المهرجان هي تأكيد على أن الفن قادر على إصلاح ما أفسدته السياسة، واعتبر المنشد المغربي تواجده في تلمسان لا يختلف عن تواجده بمدينة فاس المغربية، حيث قدم اكليلا معبقا بالأصالة المغربية من أناشيده المعروفة التي أجاد في أدائها وتجاوب معها التلمسانيون روحيا، ورددوا معه مجموعة منها بحكم معرفتهم الكبيرة بهذا المنشد، وأجمل ما أدى '' ما أجمل الأنبياء '' بمشاركة الفرقة التركية في العزف. وكان المنشد قد عقد ندوة صحفية قبل إحيائه للحفل، أشار إلى متانة الروابط التي تجمع بين الإنشاد والسماع الصوفي، واعتبر المتحدث أن المنهج واحد وان تعدد الشكل أو القالب، ودعا إلى ضرورة تجاوز الحساسية في المصطلحات واستعمال البعض كلمة الإنشاد بدل الغناء. مؤكدا أن سمو الكلمات والمعاني والأداء والرسالة الصادقة ركيزة أساسية في الإنشاد. وأبرز رشيد غلام انه يؤدي أناشيد من قصائد سيدي بومدين الغوث، كما واضح أن ثمة علاقة وجدانية تربطه بمدينة تلمسان. من جهته، قال المنشد التركي اندر دوغان خلال الندوة الصحفية نفسها التي عقدت بالمركز الدولي للصحافة بتلمسان ''يشرفني ان أعود إلى الجزائر للمرة الثانية حاملا معي كل مشاعر الحب والأشواق من تركيا''. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: دليلة مالك