استجابة للدعوة التي وجهها سكان أزفون بتيزي وزو لتنظيم مسيرة سلمية، خرج مئات المواطنين منذ الساعات الأولى لصبيحة أمس، وساروا من مقر بلدية أزفون إلى غاية مقر الدائرة تضامنا وتعاطفا مع عائلات ضحايا الاعتداء الإرهابي، الذي خلف مقتل ثلاثة عناصر من الأمن الوطني عشية العيد. وانطلقت المسيرة السلمية التي تزامنت، وشلل تام في الحركة التجارية في حدود العاشرة صباحا من وسط مدينة أزفون وتحديدا من مقر البلدية، يتقدمها أخو الشرطي المغتال رمضان حمادو ومواطنون حملوا صور أعوان الأمن المغتالين، في حين تعذر على أهل عوني الأمن الآخرين هشام وكريم اللذين ينحدران من ولايتي باتنةوسطيف من الالتحاق بالمسيرة. وخرج السكان للتنديد بظاهرة الاعتداءات التي تطال أبناء الوطن، والتي يقف وراءها إرهابيون وعصابات إجرامية، حاملين شعارات منها "لا للارهاب"، "فليسقط الإرهاب "،"أزفون تقول لا للتطرف"،"منطقة القبائل ترفض الابتزاز ". وعلى بعد أمتار من مقر البلدية، حيث يوجد منزل الشرطي المغتال رمضان حمادو، وقف المتظاهرون دقيقة صمت، ليواصلوا المسيرة إلى غاية مقر الدائرة وهم يرددون عبارات بالأمازيغية "كفانا حزنا"، "أوقفوا نزيف الدماء"،"الجزائر حرة ديمقراطية"، وغيرها من العبارات المنددة بالأعمال الإرهابية. وذكر مصدر محلي من أزفون ل« المساء"، أن السكان عقدوا العزم على الخروج إلى الشارع للتنديد بهذا الاعتداء، لاسيما وأن هذه المدينة الساحلية تعرف توافدا كبيرا للمصطافين وطالبي الراحة في هذه الفترة. ووقف المنددون في آخر المسيرة أمام مقر دائرة أزفون، حيث قرأ احدهم بيانا، جاء فيه أنه "بعد العملية الإرهابية الجبانة التي وقعت بتاريخ 8 أوت 2013 والتي راح ضحيتها 3 عناصر من الأمن الوطني، فإن سكان أزفون يدينون هذا العمل الوحشي ويعبرون عن سخطهم وتضامنهم مع عائلات الضحايا، من خلال تجنيد واسع للمشاركة في شن إضراب عام وتنظيم مسيرة شعبية". ووصف البيان الاعتداء بالجبان والشنيع الذي أودى بحياة موظفين أثناء تأدية مهامهم، مشيرا إلى أن مسيرة السكان جاءت للتنديد بهذا العمل الإرهابي والإجرامي بطريقة قوية، والتعبير عن تضامنهم مع عائلات الضحايا وتقديم التعازي لهم. وألقى آخ الشرطي رمضان حمادو، كلمة بالمناسبة ترحم فيها على أرواح أعوان الأمن المغتالين، متأسفا لفقدانهم بمثل هذه الطريقة وفي مثل هذا الوقت، ليتم توزيع البيان على المواطنين الذين تفرقوا في هدوء. للتذكير، شهدت مدينة أزفون ليلة 6 أوت الماضي اعتداء إرهابيا راح ضحيته ثلاثة رجال أمن، حيث نصبت جماعة إرهابية مسلحة كمينا بالمدينة الجديدة "تيفرست"، وتحديدا بالقرب من مركز التكوين المهني، ولحظة وصول سيارة الأمن، أطلق الإرهابيون النار ووقع اشتباك بين الطرفين، خلف مقتل كلا من "ح. رمضان" البالغ من العمر 38 سنة من ولاية تيزي وزو، "كريم.ر" 28 سنة من ولاية سطيف و«هشام،ر " البالغ من العمر 30 سنة من ولاية باتنة.