يحل الروائي الجزائري واسيني الأعرج غدا بالعاصمة الدانمركية كوبنهاغن، كضيف شرف على الدورة الرابعة لمهرجان لويزيانا الدولي للأدب التي تستمر إلى غاية 25 أوت الجاري، بحضور 40 مشاركا بين كتاب، روائيين، شعراء وفنانين من عدة بلدان. ستتميز الدورة الرابعة للمهرجان بإصدار رواية “البيت الأندلسي” لواسيني الأعرج بالدانمارك، مترجمة إلى اللغة الدانمركية، وهي الرواية التي صدرت في عام 2010 ورشحت لجائزة “البوكر” للرواية العربية سنة 2011، حسبما أفاد به المنظمون، منوهين بالمناسبة بمسيرة الروائي الأدبية، إذ يعد أحد أهم الكتاب الجزائريين في الوقت الراهن. ويروي الكتاب قصة بيت أندلسي قديم عاش فيه العشاق والقتلة، الملائكة والشياطين، النبلاء والسفلة، الشهداء والخونة، وتريد السلطات تهديمه لاستغلال مساحته الأرضية لبناء برج عظيم هو برج الأندلس، وساكن البيت مراد باسطا المتبقي من السلالة المنقرضة، يرفض فكرة التهديم لأنها في النهاية محو للذاكرة الجماعية. والبيت شيّده غاليلو ألروخو، أحد الموريسكيين الفارّين من الأندلس في القرن السادس عشر، وفاء لحبيبته سلطانة بالاثيوس، يستولي عليه القراصنة الأتراك بعد اغتصاب صاحبته، وفي فترة الاحتلال الفرنسي، يتحوّل البيت إلى أول دار بلدية في الجزائر المستعمرة، وبعد الاستقلال يتكالب على البيت الذين تسمّيهم الرواية “ورثاء الدم الجدد”، فيُحوَّل إلى كباريه، ثم ماخور مقنَّع، فمركز لعقد صفقات تهريب المخدرات والأسلحة وغيرها. الرواية استعارة مرّة لما يحدث في كل الوطن العربي من معضلات كبرى تتعلق بصعوبة استيعاب الحداثة في ظل أفق مفتوح على المزيد من الخراب والانكسارات، سوف يتعرف عليها الدانمركيون بلغتهم هذه المرة. وترجمت روايات واسيني الأعرج إلى عدة لغات، على غرار كتاب “الأمير.. مسالك أبواب الحديد” الذي حصل من خلاله على جائزة المكتبيين الكبرى في 2006، “أصابع لوليتا” و«مملكة الفراشة”، وهي آخر أعماله. ويحتفي مهرجان لوزيانا الدولي للأدب ب 40 من كتاب الرواية على مستوى العالم، للاحتفاء بهم ومناقشة إبداعاتهم على عدة مراحل في متحف لوزيانا وحديقة النحت، حيث يتشرف المهرجان باستضافة واسيني الأعرج وروايته “البيت الأندلسي” على قائمة القراءة، باعتباره واحدا من أكثر الأسماء احتراما، والحائز على جائزة الكتاب في الجزائر، والمرشح لجائزة “البوكر” العربية عام 2011. ونقلا عن لجنة المهرجان من موقعها الإلكتروني، فإن أبرز الأسماء المطروحة على قائمة الكتاب المحتفى بهم خلال المهرجان الروائي؛ ماك إيوان المرشح لجائزة “مان بوكر” الإنجليزية ست مرات، وقد فاز بها عام 1998 عن رواية “أمستردام”، فضلا عن الكاتبة الإنجليزية الشهيرة زادى سميث صاحبة الرواية التي أثارت ضجة في سن ال25 عاما عن رواية “أسنان بيضاء”، وقد صُنفت ضمن قائمة ال20 روائيا بريطانيا الأشهر من جيل الشباب.