ظهرت في الموجة الصيفية الأخيرة موضة جديدة من الإكسيسوارات مست فئة مختلفة من المجتمع، تتمثل في القبعات الصيفية، وعرفت هذه التجارة رواجا كبيرا، خاصة وسط النساء، إلى جانب المصابين بالأمراض المزمنة من مرضى السكري والضغط الذين يتأثرون كثيرا بالحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف، لاسيما أن الأطباء يحذرون من أشعة الشمس الخطيرة. كان شراء القبعات مقتصر على الأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة، الذين يحاولون الابتعاد قدر الإمكان عن أشعة الشمس الحارقة المضرة بالصحة، إلا أن انتشار الوعي بمخاطر هذه الأشعة جعل فئات أخرى ترتدي هذه الإكسيسوارات التي باتت ضرورية لضمان سلامتهم تحت درجات حرارة قياسية في فصل الصيف، وأصبح بذلك التجار يقتنون هذه السلعة بمختلف الأشكال، الألوان والأحجام لتلبية أذواق الجميع. أصبحت النسوة أكثر فئة تتهافت على هذه القبعات الجميلة التي إلى جانب الرونق التي تضفيه على الإطلالة، فهي تضمن الحماية، سلامة الجسم والشعر من أشعة الشمس المضرة بالصحة. ولم تكتف المتحجبات بارتداء «الخمار»، بل أضفن القبعة لحماية مضاعفة، خاصة لوقاية منطقة الوجه التي تعد جد حساسة عند تعرضها المستمر للشمس. تجولت «المساء» في بعض محلات العاصمة لاستطلاع رأي بعض النساء اللواتي أقبلن على هدا الإكسيسوار الذي أصبح موضة وقطعة تتماشى مع اللباس، حيث كان لنا لقاء مع ريمة، طالبة جامعية، أكدت أن ميولها لهذه الموضة حديث، نظرا لأنواع القبعات المغرية التي تدخل إلى السوق من مختلف الدول، على غرار الموديلات الفرنسية والإنجليزية، إضافة لمختلف الطرازات القديمة والمستحدثة التي تتماشى مع مختلف الإطلالات، ولم تخف وداد، شابة محجبة، أن حبها لارتداء هذا الإكسيسوار ليس للحماية فقط، وإنما لإضافة الرونق والجمال، وقد اختارت شراء قبعة صيفية من «القش»، تتماشى مع كل الألبسة. وفي حديث ذي صلة، قال عبد الحميد، بائع إكسيسوارات وإيشاربات بأحدى المحلات العاصمية؛ إن رواج هذه السلعة يلقى إقبالا من مختلف شرائح المجتمع، خاصة النساء اللواتي يخترن القبعة بعناية شديدة. البائع تعمد نصب مرآة داخل المحل لتمكين زبوناته من اختيار ما يناسبهن من القبعات، وعن الأشكال، أشار عبد الحميد إلى أنها تختلف من حيث الحجم والنوع، حسب بلد صنعها، فمنها الفرنسية صغيرة الشكل التي تغطي الرأس فقط، إلى جانب الألمانية، على عكس الموديلات الإنجليزية ذات الحجم الكبير التي تغطي الرأس وتحدث الظل على كامل الوجه والرقبة لاتساع المنطقة الخارجية من القبعة، وتصنع من مواد مختلفة، على غرار القش، الوبر والقطن، أو تلك المصنوعة على الطريقة التقليدية، مع إدخال بعض لمسات الأنوثة العصرية عليها، وهي التي تعرف رواجا أكبر من غيرها، بحيث تصنع من مواد طبيعية وتُزيّن بأشرطة حريرية جميلة على الحافة أو في الوسط، تضاف لها باقة ورد صغيرة على أحد الجوانب أو عقدة على شكل فراشة تزيدها بهاء وأنوثة. اللافت في الموضوع أيضا، ظهور موديلات جديدة من القلنسوة التي كانت إلى وقت قريب مقتصرة على الرجال، حيث نجد منها اليوم أنواعا بألوان زاهية تحتوي على طرازات حديثة خاصة بالفتيات والنساء، تكون متلألئة برقائق براقة، إلى جانب نوع آخر وهو «البوب» الذي يلقى رواجا من طرف الرجال والنساء على حد سواء، وعن الأسعار التي تباع بها هذه الإكسيسوارات، فتتراوح بين 600 دينار بالنسبة للأشكال البسيطة والمصنوعة في الصين، و 3000 دج بالنسبة للموديلات الأوروبية ذات الحجم الكبير. جدير بالإشارة أن القبعات التي تعرض في واجهات المحلات الراقية أو حتى في الأسواق الشعبية، تعطي رغبة لجميع النساء في ارتدائها، ورغم ذلك، تبقى هذه الإكسيسوارات دخيلة على مجتمعنا، جلبتها رياح التقدم، كما أن ارتداء القبعات والحرص على جعلها متناسقة مع نوع اللباس ولون حقيبة اليد أو حتى الحذاء، تندرج ضمن تواصل المرأة المستمر مع الموضة.