أكد كاتب الدولة لدى وزير السياحة والصناعة التقليدية مكلف بالسياحة السيد محمد أمين حاج سعيد أول أمس بالجلفة، على ضرورة استغلال وسائط التواصل الاجتماعي في عملية الترويج السياحي، موضحا أن تطوير القطاع لا يمكن أن يكون إلا من خلال التركيز على وسائل الاتصال الحديثة، لإبراز المقومات السياحية وجلب المستثمرين. من جهته، كشف المدير العام للسياحة والصناعات التقليدية بالوزارة السيد محمد بشير كشرود، عن قرار الوزارة الخاص بتخفيض الضريبة على أرباح وكالات السياحة والأسفار ابتداء من سنة 2014، بنسبة تتراوح ما بين 19 و25 بالمائة؛ بهدف تحفيزيها على المساهمة في تحسين وجهة الجزائر. وأكد كاتب الدولة أن ولاية الجلفة تتوفر على موارد سياحية “خامة” غير مستغَلة، تنتظر المستثمرين ليحوّلوها إلى منتجات سياحية تستقطب الكثير من السياح، مشيرا في هذا الصدد إلى المنبع الحموي لحمام الشارف ومحطات النقوش الصخرية الأثرية بمنطقة “زكار”، والموقع الطبيعي لحجر الملح ببلدية عين معبد، الذي يُعتبر الثاني من نوعه عالميا بتشكيلته الجيولوجية الفريدة. وقال السيد حاج سعيد في هذا الصدد بأنه “لا يكفي أن تكون هناك مؤهلات سياحية إذا لم يتم تحويلها لعروض ومنتجات تكون مستوحاة من خصوصية الولاية والمنطقة”، مؤكدا أن هناك مخططا للتهيئة السياحية قيد الإنجاز بولاية الجلفة؛ من شأنه توضيح الخطوط العريضة للاستغلال السياحي بهذه المنطقة، التي تكتنز مؤهلات سياحية طبيعية وأثرية وأخرى ذات صلة بتقاليد المنطقة وأصالتها العريقة. كما أفاد المدير العام للسياحة والصناعة التقليدية محمد بشير كشرود، أن الوكالات السياحية والأسفار المعتمدة على المستوى الوطني، والبالغ عددها 800 وكالة، “ستستفيد قريبا من تخفيض الضريبة على أرباحها بنسبة تتراوح ما بين 19 و25 بالمائة”، موضحا أن الحكومة كانت قد قبلت المشروع لإدراجه ضمن قانون المالية لسنة 2014، إلى جانب المصادقة على مشروع المادة المتضمنة لهذا الإجراء، ليتم عرضه بعد ذلك على البرلمان بغرفتيه لمناقشته والمصادقة عليه، مع العلم أن المشروع يخص الوكالات السياحية والأسفار التي تتكفل بإرسال واستقبال السياح الأجانب ودعم السياحة الداخلية، وهو الإجراء الذي سيساهم في تحفيز الوكالات على تخفيض أسعار منتجاتها السياحية وتنويع العرض، إلى جانب المساهمة في تشجيع السياحة الداخلية التي تجد صعوبات للإقلاع إلى حد الآن؛ بسبب نقص مرافق الإيواء والخدمات التي لا تستجيب لرغبات الزبائن من السياح. ويُنتظر حسب خبراء في مجال السياحة، تكيّف الوكالات السياحية مع هذا الإجراء الجديد؛ لبعث صناعة سياحية حقيقية تجلب السياح الأجانب؛ نظرا للإمكانات السياحية المتنوعة التي تزخر بها البلاد. وفي هذا الإطار، أعرب مسيّر وكالة السياحة والأسفار “لميس” السيد نور الدين بغدادي، عن “ارتياحه” لهذا الإجراء، الذي سيدفع الوكالات إلى بذل المزيد من الجهود في مجال السياحة الاستقبالية، غير أنه لم يُخف “النقائص” التي يعاني منها القطاع، والمتعلقة أساسا بنقص مرافق الإيواء وتدنّي مستوى الخدمات، التي مازالت لا تستجيب لرغبات الزبائن. كما يقول ذات المسؤول إن الوجهة السياحية الجزائرية “تبقى إلى لحد الآن غير معروفة لدى الكثير من السياح، لا سيما الأجانب؛ مما يستدعي بذل المزيد من الجهود لتحسين هذه الوجهة؛ من خلال تسطير برامج طموحة تسمح باقتراح منتوج سياحي رفيع ومتنوع، من شأنه استقطاب السياح.