استقبلت أمس مراكز الامتحانات التي تم فتحها على مستوى 32 مؤسسة عقابية عبر الوطن ما لا يقل عن 3788 مترشحا سجينا لنيل شهادة التعليم المتوسط حيث انطلقت الامتحانات على غرار المؤسسات التربوية التابعة لوزارة التربية الوطنية في الفترة الصباحية بامتحان مادة اللغة العربية. وقد عرفت مؤسسة إعادة التربية بالحراش المعتمدة منذ سنوات كمركز امتحانات بالنسبة لولاية الجزائر أمس جوا غير عاد بالنسبة للمساجين تميز بالحركة وزيارة الصحافة المرفوقة بالمدير العام لإدارة السجون السيد مختار فليون الذي أفاد ببعض الأرقام الخاصة بالمساجين الدارسين على المستوى الوطني في كل الأطوار والذي يفوق 15460 سجين دارس من أصل 59 ألف سجين من بينهم 750 امرأة. وبهذا المركز الذي تسجل فيه في كل سنة نسبة نجاح لابأس بها بلغ عدد المترشحين المسجلين 116 مترشحا موزعين على 9 أقسام في حين سجل نهار أمس غياب 61 مترشحا، علما أن 42 منهم تم نقلهم أياما قبل الامتحانات إلى مؤسسة تيجلابين، حيث يجرون امتحاناتهم بينما لم تستجب البقية من المترشحين للاستدعاءات التي أرسلت إليهم بعد أن استفادوا من الإفراج النهائي. وقد عرف عدد المترشحين في امتحانات شهادة التعليم المتوسط على المستوى الوطني ارتفاعا ملحوظا بل تضاعف، حيث قفز من 1400 مترشح في 2007 إلى 2431 حاليا الأمر الذي اعتبره مدير إدارة السجون دليلا على رغبة المساجين في الدراسة والتعلم وتسطير مستقبل يضمن لهم الاندماج الأحسن في المجتمع بعد استرجاع حريتهم. علما أن عدد المترشحين للبكالوريا هو الآخر في ارتفاع مستمر، حيث بلغ هذا العام 1357 بينما لم يكن يتجاوز ال 585 في السنة الماضية. وأكد السيد مختار فليون أن 60 بالمائة من المترشحين لمختلف الامتحانات تدرجوا داخل المؤسسة حيث انتقلوا من سنة إلى أخرى والكثير منهم لم يكن يتعدى مستواهم المستوى الابتدائي. وبالإضافة إلى أقسام الدراسة المعتادة أصبح للمقبلين على الشهادتين من المساجين حق الاستفادة منذ السنة الماضية من دروس الدعم المسائية التي قررت وزارة العدل التكفل بدفع تكاليفها بداية من هذه السنة، حسب السيد فليون الذي ذكر باتفاقية إطار التي أبرمت بين وزارة العدل ووزارة التربية الوطنية وتلك المبرمة مع الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد وغيرها من الاتفاقيات التي يقدر عددها ب 16 اتفاقية. وأشار المتحدث من جهة أخرى إلى التحفيزات التي قررت الدولة منحها للناجحين بمختلف الشهادات وعلى الخصوص الباكالوريا وشهادة التعليم المتوسط والمتمثلة في العفوالرئاسي الذي يصدر في كل يوم 5 جويلية والإفراج المشروط والحرية النصفية، هذه الأخيرة ستسمح للسجين بمغادرة المؤسسة العقابية في الصباح والعودة إليها مساء بكل حرية قصد الدراسة في الجامعة .