تشهد الأحياء الجديدة التي ستستقبل السكان في عملية الترحيل المرتقبة شهر ديسمبر القادم، تحضيرات مكثفة لإتمام مختلف الأشغال التي توشك على الانتهاء في أغلبية المواقع التي أصبحت جاهزة مئة بالمائة، بعد أن تم ربطها بشبكات الماء، الغاز والصرف الصحي، فضلا عن عملية التهيئة الخارجية والمرافق، خاصة المؤسسات التربوية منها، حتى لا يتكرر مشكل تسليم سكنات تفتقر لأدنى الخدمات، مثلما أكدته تعليمات وجهت للقائمين على إنجاز هذه الأحياء التي يبدو أغلبها في أحلى حلة، في انتظار توزيعها، في إطار القضاء على الأحياء القصديرية والسكنات الهشة. سمحت الزيارة الميدانية التي قامت بها “المساء” إلى مواقع السكنات الجديدة بكل من تسالة المرجة، بئر توتة، الدويرة و ابن طلحة، للتأكد من أن التعليمات التي وجهت للقائمين على هذه المشاريع بخصوص عدم تسليمها دون إتمام المرافق، قد تم تطبيقها من أجل عدم خلق صعوبات للمرحلين الذين سيكونون أكثر حظا من سابقيهم الذين استلموا سكناتهم في عملية الترحيل الماضية، وواجهتهم صعوبات بسبب استلامهم لسكنات بأحياء تنعدم بها الخدمات، المرافق المختلفة والنقل.
موقع تسالة المرجة.. ورشة مفتوحة لإتمام ما تبقى وعلى عكس ذلك، فإن معظم الأحياء الجديدة التي ستستقبل المرحلين قريبا أصبحت جاهزة من حيث التهيئة والمرافق، منها حي 850 سكنا بتسالة المرجة الذي تقترب الأشغال به من الانتهاء، خاصة داخل الشقق التي أصبحت جاهزة تماما، حسب ما أكده ممثل شركة “كوسيدار” الذي التقيناه في عين المكان، مشيرا إلى أنه لم يتبق سوى ربط السكنات بشبكتي الغاز والماء اللتين شرعت مؤسستا “سونلغاز” و"سيال” بعدما أنهتا العمل في الشبكة الخارجية، وهو ما يسمح للمؤسسة المكلفة بتهيئة الطرق الفرعية وتعبيدها بمباشرة عملها هذه الأيام، حسب ما صرح لنا ممثلها، خاصة أنه تم الانتهاء من التوصيل بشبكة الصرف الصحي وكذا الإنارة العمومية، فكل الشركات والمؤسسات المعنية بالأشغال كانت حاضرة بعين المكان لإتمام ما تبقى من عمل، ووضع الترتيبات الأخيرة لاستقبال المستفيدين الذين لن تواجههم متاعب كبيرة، بسبب نوعية هذا الحي الذي يتوفر على كافة الضروريات والمرافق من أجل التخلي عن “الأحياء المراقد” التي كانت تنجز في السابق، وهو ما تفسره عملية تهيئة بعض فضاءات اللعب التي شرع فيها على مستوى حي 850 سكنا الذي غرست فيه أيضا بعض النباتات التزيينية لإعطائه بعدا جماليا. وفي هذا السياق، توجد بهذا الموقع مدرسة ابتدائية أصبحت جاهزة لاستقبال التلاميذ، سيتم تجهيزها خلال هذا الأسبوع، مثلما أشار إليه رئيس بلدية تسالة المرجة ل"المساء”، مؤكدا أن تلاميذ المرحلة الثانوية الذين سيرحلون نحو هذا الحي سيستفيدون من خدمات الثانوية المتواجدة بحي 1300 مسكن القريبة جدا منهم، والتي فتحت أبوابها هذا الموسم، باعتبارها تضم مقاعد إضافية، حيث سيتم في هذا الإطار إنجاز ممر علوي يربط الحيين ببعضهما ويجنب المواطنين الحوادث بسبب طريق السكة الحديدية الذي يفصل بينهما، والذي يدخل الخدمة في العام المقبل، فضلا عن تقريب المرافق الإدارية الأخرى، على غرار الملحقة الإدارية المتواجدة بالحي المجاور 1300 مسكن الذي يجري به أيضا إنجاز عيادة متعددة الخدمات وسوق لفائدة سكان الحيين الذين يستفيدون حاليا من المستوصف الذي تم إنجازه بالمنطقة.
كل شيء جاهز بموقع ابن طلحة في براقي من جهتهم، سيكون المرحلون إلى حي 1032 مسكنا بالدويرة محظوظين، بالنظر إلى الموقع المتميز للحي الجديد الذي تتوفر فيه مختلف الخدمات التي تقدمها المرافق المنجزة، مثلما لاحظناه خلال زيارتنا لهذا الموقع الجذاب الذي أنهى الصينيون إنجازه، سواء بداخل العمارات التي تم توصيلها بالغاز، الماء والكهرباء أو خارجها، بينما تتم في الخارج عملية تبليط الأرصفة التي توشك على الانتهاء، حيث أصبح الحي الذي أخذ شكلا جذابا جاهزا هو الآخر، في انتظار ترحيل السكان الذين سيستفيدون من خدمات المرافق المتواجدة بالحي المقابل التابع لبلدية بئر توتة، الذي أنجزت به متوسطة جاهزة لاستقبال التلاميذ، حيث لا يفصل بين الحيين سوى طريق فقط، مما جعل حي 1032 مسكنا يتميز بالحركة قبل استغلال السكنات، عكس حي 718 سكنا بابن طلحة الذي وجدناه خاليا، إلا من بعض العمال الذين كانوا منهمكين في إتمام بعض الأشغال البسيطة المتعلقة بتنظيف الأرصفة ووضع الرتوشات الأخيرة، قبل انطلاق عملية تزفيت الطرق كآخر مرحلة، قبل استقبال السكان في ديسمبر المقبل، مثلما استقيناه من معلومات بهذا الموقع الذي بدا في أحلى حلة وأكثر جاذبية، بعد تزيين المساحة التي تتوسط عماراته بنباتات وأشجار النخيل، الأزهار والعشب الطبيعي، كما أصبحت المدرستان اللتان تم إنجازهما لاستيعاب التلاميذ المرحلين جاهزتين تماما، مثلما لاحظناه خلال زيارتنا إحداهما، إذ ضمت مساحة مهيأة بطريقة جد لائقة، فضلا عن اللونين الأصفر والأبيض اللذين استعملا في طلائها، غير أن ما زادها جمالا هو التهيئة الخارجية وبعدها عن أي خطر، كون الحي مغلقا وقريبا من عدة مرافق، منها متوسطة وثانوية أحمد حماني، فضلا عن مختلف الخدمات التي تتوفر في الحي المجاور القريب من البنايات الجديدة التي تتميز أيضا بقربها من الطريق السريع ووادي ابن طلحة الذي تتواصل عملية تهيئته، كما تتواصل الأشغال بموقع سيدي أمحمد ببئر توتة الذي يضم عددا معتبرا من السكنات التي استفادت منها ولاية الجزائر، ونالت حصة الأسد من السكنات المزمع توزيعها قريبا على سكان القصدير الذين تم إحصاؤهم سنة 2007، إلى جانب القاطنين بالأقبية، الأسطح والسكنات الهشة الآيلة للانهيار.
هل تحافظ هذه المواقع على جاذبيتها؟ لتسهيل تنقل سكان موقع حي سيدي أمحمد الُجدد، تجري عملية تعبيد الطريق المؤدي من مدخل الحي إلى السكنات، مثلما لاحظنا بهذا الموقع البعيد عن مقر البلدية بخمسة كيلومترات، كما أوضحه رئيس بلدية بئر توتة ل “المساء”، مؤكدا أن الحي استفاد من ملحقة إدارية لتسهيل استخراج الوثائق وتخفيف متاعب المواطنين الذين سيستفيد أبناؤهم من خدمات مجمعين مدرسيين بلغت نسبة إنجازهما أكثر من 90 بالمئة، فضلا عن إنجاز ثانوية فاقت نسبة الأشغال بها 60 بالمئة، بهذا الموقع الذي يضم 2160 مسكنا؛ منها 1560 سكنا جاهزا للتسليم في العملية المقبلة، إضافة إلى مرافق أخرى مبرمجة، على غرار مسجد، سوق مغطاة، وفضاء لعب أصبح جاهزا لتسلية الأطفال، في حين سيتم وضع العديد من المحلات الفارغة كمرافق للمقتنيات ومحلات المواد واسعة الاستهلاك التي أصبحت هي الأخرى جاهزة، بينما يواصل العمال الصينيون بنفس الموقع، إنجاز عدد آخر معتبر من السكنات التي صممت بطريقة مغايرة عن سابقتها، وأخذت اللون الأبيض والرمادي الذي زادها جمالا، هذا الجمال والدقة في التصميم الذي يتمنى كل قاصد لهذه الأحياء أن يحافظ عليه من سيبتسم لهم الحظ في الاستفادة من سكنات ظلوا يحلمون بها طيلة سنوات، فبعد حرص القائمين على إنجاز هذه المشاريع، وعدم تسليمها دون مرافق من أجل راحة سكانها، يجدر على الوافدين الجدد لأحياء تسالة المرجة، الدويرة، بن طلحة، بئر توتة وغيرها من الأحياء أن يحافظوا عليها عن طريق تحسيس أبنائهم وتوعيتهم بذلك.