شكلت عملية اعتقال أحد الإعلاميين المغاربة المعروف عنه معارضته لسياسة الملك محمد السادس بسبب مواقفه المنتقدة لهذا الأخير مصدر قلق بالغ لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية بإدارتها وصحفها. فبينما عبرت كتابة الدولة الأمريكية عن قلقها إزاء توقيف علي أنزولا مدير يومية "لكم" الالكترونية انتقدت يومية "واشنطن بوست" بشدة الممارسات التي وصفتها بالاستبدادية للعاهل المغربي الملك محمد السادس. وكان علي أنوزلا مدير موقع "لكم" الالكتروني قد تعرض للاعتقال قبل أيام بالعاصمة بالرباط لأنه قدم عبر موقعه رابطا لشريط فيديو نسب لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يحرض على الإرهاب في المغرب. وهو الأمر الذي أثار ردة فعل أمريكية مستنكرة لمثل هذا التضييق التي يتعرض له الإعلاميون المغربيون، حيث قالت ماري هارف الناطقة باسم كتابة الدولة أن الحكومة الأمريكية "منشغلة" لقرار التوقيف الذي اتخذته السلطات المغربية ضد السيد أنزولا. وأضافت "نحن ندعم حرية التعبير والصحافة وكذلك مثلما نردده على الدوام الحقوق العالمية التي لا غنى لأي مجتمع عنها". وطالبت المسؤولة الأمريكية من السلطات المغربية معالجة حالة علي أنوزلا بطريقة منصفة وشفافة طبقا للقانون المغربي والالتزامات الدولية للمغرب بما فيها احترام الإجراءات القانونية. ويبدو أن انتهاكات حقوق الإنسان في المغرب أصبحت تقلق حتى الصحافة الأمريكية بعدما أكدت صحيفة "واشنطن بوست" أن المغرب يكون قد "أدار ظهره" للإصلاحات التي باشرها سنة 2011. وأكثر من ذلك اعتبرت أن الملك محمد السادس الذي يظهر علامات العودة إلى "الممارسات الاستبدادية" يمكن أن "يعتبر" بأن الانفتاح السياسي الذي أقره لم يعد ضروريا. وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها الأربعاء الأخير إلى أن العاهل المغربي "لم يتنازل يوما عن دوره كسلطة عليا في المغرب من خلال الاحتفاظ بمراقبته للقوات المسلحة والعدالة". كما أكدت أنه وبعد الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي على يد الجيش بداية جويلية الماضي "أصبح نظام الملك محمد السادس يظهر إشارات العودة لممارسات استبدادية". ورأت في عملية توقيف أنزولا واحدة من بين العلامات الواضحة لتلك الممارسات التي وصفتها بالاستبدادية. وهو ما جعلها تتساءل عن الأساس القانوني لهذا التوقيف في الوقت الذي كانت السلطات المغربية تعلم جيدا أن أنزولا الذي تعدى حدود الصحافة وحرية التعبير منذ عشرية ليس صديقا للقاعدة". وتوقعت أن السلطات المغربية ومن خلال القيام بتوقيف الصحفي يمكن "أن تعاقبه عن مقالاته الشجاعة والناقدة للملك محمد السادس"، مشيرة إلى المعلومة التي كشف عنها موقع "لكم" في جويلية الماضي حول العفو الذي أصدره الملك لفائدة أحد الاسبان المعتدين جنسيا على الأطفال في الوقت الذي حكم عليه سنة 2011 بثلاثين سنة سجنا لاغتصابه احد عشر طفلا مغربيا.