أسدل الستار بحر الأسبوع المنصرم، على فعاليات المعرض الذي نظمته بلدية بوزريعة حول التكوين المهني لفائدة الشباب الراغب في الاطلاع على فرص التكوين التي تؤمنها المراكز الموجودة بإقليم بلدية بوزريعة والبلديات المجاورة لها. وعرف المعرض مشاركة متميزة من قبل مراكز التكوين المهني التابعة لبلدية بوزريعة والبلديات المجاورة، حسب نعيمة المكلفة بالاتصال التي أفادت ل«المساء”، بأن البلدية ارتأت بمناسبة الاحتفال بذكرى أول نوفمبر تنظيم معرض يجمع المشاركات المهنية لمتربصين من مختلف مراكز التكوين المهني التابعة لبلدية بوزريعة والبلديات المجاورة لها، مثل بلدية بولوغين وبلدية باب الوادي. ويهدف المعرض، حسب نعيمة، إلى تعريف الشباب بآفاق التكوين المهني وما يحويه من تخصصات وفرص للتشغيل من جهة، ولتمكين زواره من الاطلاع على إنجازات المتربصين المعروضة، مثل إنجازات نجارة الألمنيوم، الرسم على الزجاج والسيراميك وبعض الأشغال اليدوية من مشغولات الطرز. ولدى تجول “المساء” بالمعرض، كان لها لقاء مع مستشارة بمركز التكوين المهني بوزريعة “1” حول مشاركتها، حيث قالت: “إننا نهدف للتواصل مع الشباب، مع تمكينهم من الاطلاع على التخصصات الموجودة بالمركز من ناحية، وتحفيزهم على التسجيل بالمراكز والاستفادة من شهادات في مهن مختلفة”. وحول التخصصات التي يقبل عليها الشباب قالت: “الطلب اليوم يتجه نحو التكوين في التخصصات التي تمكن الشباب من ممارسة مهن حرة، مثل الترصيص وكهرباء العمارات للذكور. فيما تميل البنات إلى طلب التكوين في مجال الإعلام الآلي والعلاقات العامة، بينما نسجل تراجعا، إن لم نقل انعداما في طلب التكوين في بعض التخصصات مثل الطوبوغرافيا”. تحدثت مستشارة التكوين المهني، السيدة ليندة، على طريقة توعية الشباب بأهمية التكوين فقالت: “عندما يقصدنا الشباب، نبحث أولا في التخصصات التي يحبون التكون فيها، بعدها نخضعهم لجلسة نتواصل فيها معهم حول الأسباب التي جعلتهم يختارون بعض المهن دون الأخرى، ونهدف إلى توجيههم للتكوينات المناسبة، بحكم أن أغلب الشباب الراغب في التكوين ينقصه الوعي حول ما إذا كان التخصص الذي اختاره يناسبه أو لا، لذا نحاول أن نقنع الشباب بتجريب تخصصات أخرى قد تناسبهم أكثر من تلك التي أرادوا التكون فيها، لاسيما أن أغلب طالبي التكوين يقصدون المراكز من دون أن يكون لديهم مشروع مهني يسعون لتحقيقه مستقبلا. ومن بين الصعوبات التي تواجه المشرفين على مراكز التكوين المهني، حسب ليندة، قلة الانضباط من طرف بعض الشباب المقبلين على التكوين، من أجل هذا نسعى - تقول- لتكثيف نشاطات التوعية والتحسيس بضرورة الالتزام بالنظام الداخلي للمركز، كونه يعتبر هو الآخر منظومة تعليمية. من جهتها، طرحت ياسمين ممثلة عن مركز التكوين المهني بوزريعة “2”، إشكالية إقبال بعض الشباب على تخصصات تتطلب من المتكون أن يحوز على مستوى تعليمي معين، حيث قالت: “نضطر في كثير من الأحيان إلى رفض ملفات بعض الشباب بحكم أن شروط التكوين غير متوفرة فيهم، وتحددا فيما يتعلق بالمستوى التعليمي، ولعل من بين هذه التكوينات؛ التكوين في تخصص تركيب وصيانة أجهزة التبريد والتكيف التي تعرف إقبالا كبيرا، إلى جانب تخصص الحلاقة الذي يتطلب هو الآخر المؤهل العلمي. وحول ما إذا كان هناك إقبال على طلب التكوين، أفادت ياسمين بأن الإقبال على التكوين كبير ولم يقتصر على الشبان الذين لم يوفقوا في إتمام مشوارهم الدراسي، إنما شهدنا أيضا إقبال طلبة جامعيين حاملين لأفكار مشاريع مهنية يبحثون في سبل تحقيقها بعد التكوين. من جهتها، أعربت الأستاذة خديجة بويبة مصممة أزياء، عن استيائها من الإقبال المحتشم على المعرض، وأرجعت السبب إلى قلة وعي المواطنين بأهمية مثل هذه المعارض في الكشف عما تحويه بعض مراكز التكوين المهني من تخصصات تفيد كل راغب في تعلم حرفة أو مهنة”. وبالنسبة للتخصصات التي يقدمها مركز التكوين المهني “ابن زيرين” ببلدية بولوغين، قالت المصممة بأنه يقدم تخصصات مختلفة، مثل التزيين بالورود، التزيين على القماش وتخصص “الشورة”، غير أن الإقبال كبير على تخصص الإعلام الآلي والحلاقة، وبغرض إعطاء الفرصة للمرأة الماكثة بالبيت للتعلم، تم فتح بعض التخصصات التي تمكنها من تعلم بعض الحرف والأشغال اليدوية. للإشارة، على الرغم من أهمية المعرض في التعريف بمختلف التخصصات التي تحويها مختلف مراكز التكوين المهني الموجودة ببلدية بوزريعة والبلدية المجاورة لها، إلا أن الإقبال على المعرض كان محتشما، حسب ما صرح به ل«المساء” العارضون الذين عبروا عن استيائهم وأرجعوه إلى قلة الوعي بأهمية التواصل عن طريق مثل هذه المعارض التي تلعب دورا كبيرا في التوعية، التحسيس والإعلام. جدير بالذكر أن بلدية بوزريعة وبمناسبة الاحتفال بذكرى الفاتح نوفمبر، استضافت أخت الشهيد البطل العربي بن مهيدي، السيدة ضريفة التي تحدثت إلى المتربصين الذين قدموا من مختلف مراكز التكوين المهني حول طفولة أخيها الشهيد العربي بن مهيدي، لإحياء الذاكرة التاريخية بجيل الاستقلال.