دق والي ولاية تيزي وزو، السيد عبد القادر بوعزغي، ناقوس الخطر إزاء تردي الوضعية البيئية وما آلت إليه الطبيعة والمحيط جراء كثرة المفرغات العشوائية وتكدس القمامة بكل زاوية وحي، حيث أكد أن تدهور البيئة يتطلب إعطاء أهمية كبيرة للظاهرة التي أخذت تزيد بوتيرة مقلقة، موضحا أن الوضع البيئي في حالة خطر، متأسفا عن التدهور الكبير والمستمر لمواقع جميلة تتعرض للاعتداء وزحف القمامة، خاصة بعدما تبين أن كل عمل ونشاط في مجال التكفل بقضية البيئة ليس فعالا. وخلال لقاء عقد مؤخرا حول “واقع الأوضاع العامة للمحيط البيئي بالولاية”، حضره مديرو القطاعات، لجان القرى، الجمعيات، رؤساء البلديات والدوائر، مستثمرون وغيرهم، حاولوا خلاله تشريح الوضعية بغية الخروج بتوصيات من شأنها تغيير هذا الواقع المر، دعا الوالي المشاركين في هذا اللقاء إلى اتباع سياسة منسقة وجدية، بحيث تكون هناك إرادة محددة، وتجنيد تلك التي ستكون عاملا محركا بغية وضع حد لمشكل المفرغات العشوائية، التدهور البيئي والحالة المهددة للصحة العمومية، أمام ازدياد عدد المفرغات غير المراقبة، وأضاف أن للقاء أهمية كبرى ووزن ثقيل على مستقبل المنطقة، حيث يعالج قضية شائكة، يتوقف عليها مستقبل الأجيال، مما يتطلب مشاركة ومساندة مختلف الجهات، مع تضافر الجهود لوضع حد للظاهرة. من جهته مدير البيئة، عرض واقع البيئة بالولاية التي تضم حاليا 1400 مفرغة بمعدل مفرغة بكل قرية، منها 25 موجودة بالغابات التي باتت تشكل خطرا على البيئة، وتحدث المسؤول عن برمجة إنجاز 7 مراكز للردم التقني للنفايات؛ منها 3 تواجه مشكل المعارضة الذي يقف وراء عرقلة إنجازها، والتي منها مركز بوبهير المسجل سنة 2006 الذي في حال إنجازه سيحل مشكل النفايات لعدة بلديات، مع القضاء على المفرغات العشوائية، حيث دعا الجمعيات، المواطنين وكذا لجان القرى للعمل من أجل تجسيد مختلف المشاريع التي استفادت منها الولاية وتجاوز مشكل المعارضة، كما قال بأن ولاية تيزي وزو تقذف سنويا نحو 400 ألف طن من النفايات بمختلف أنواعها، أغلبيتها غير معالجة، حيث تم تجنيد 300 عربة لجمع النفايات، لكن جزء منها غير مستغل ومعطل، كما ذكر مشكل غياب مؤسسات رسكلة واسترجاع النفايات التي يمكن استرجاع نسبة 25 إلى 30 بالمائة منها بالولاية. وتطرق مدير الأشغال العمومية، السيد مجيد آيت قاسي، إلى تكدس أكوام من النفايات على حواف الطرق، جيث تعمل المديرية من خلال تجنديها بشكل يومي ل 67 عاملا قصد تنظيف طرق ولائية و90 منهم لتنظيف الطرق الوطنية، موضحا أن هذا العمل يبقى قليلا مقارنة بالحجم الكبير من النفايات التي تقذف يوميا من أكياس معبأة بالأوساخ، قارورات وغيرها. عرضت مصالح الأمن من جهتها حصيلة تدخلاتها في إطار حماية البيئة، حيث سجلت 90 مخالفة للبناء دون رخصة، وإحصاء 8 حالات أو عمليات هدم مع تسجيل 23 مخالفة لرمي وإهمال النفايات، وغيرها من القضايا، فيما سجلت مصالح الدرك الوطني 24 مخالفة لاستخراج رمال وادي سيباو. للإشارة، فقد أثري اللقاء بمداخلات لممثلين من جامعة تيزي وزو، رؤساء بلديتي أزفون وتيزي راشد، الذين عرضوا تجربتهما الناجحة في التقليل من المفرغات العشوائية، كما تدخل ممثلوا قرية “زبقة” الفائزة للمرة الثانية بجائزة أنظف قرية بتيزي وزو، لعرض تجربتها في حمايتها وإبقاء المحيط نظيف والخروج بتوصيات، منها اختيار قطع أرضية جديدة لإنجاز مفارغ عمومية، إلى جانب التقرب أكثر من المواطن وتحسيسه بالوضعية، مع خلق مؤسسات مختصة في جمع النفايات ومعالجته