كشف مدير التعليم الأساسي بوزارة التربية الوطنية السيد إبراهيم عباسي، عن إنشاء مجلس وطني للبرامج البيداغوجية، مشيرا إلى أن مشروع المرسوم المتعلق بهذه الهيئة الجديدة، يوجد قيد التحضير والدراسة على مستوى الوزارة، وأوضح أن مهمة هذا المجلس تتمثل في تصميم، تحضير وتقييم البرامج، بالإضافة إلى تقديم اقتراحات، أفكار وتوصيات في مجال تعليم المواد والبرامج. كما يجري على مستوى وزارة التربية الوطنية من جهة أخرى، التفكير في إلغاء الدورة الاستدراكية لامتحان شهادة التعليم الابتدائي، وهي الخطوة التي من شأنها، حسب المشرفين على الملف بالوصاية، ترقية مستوى التلاميذ عند انتقالهم إلى الطور المتوسط. وأضاف السيد عباسي في تصريح خاص ل "المساء"، أن وزارة التربية قررت إنشاء هذا المجلس عوض اللجنة الوطنية للبرامج، التي تعمل حاليا بمقتضى قرار وزاري؛ الأمر الذي أدى إلى ظهور العديد من المشاكل في كيفية تسيير وتمويل هذه اللجنة، لاسيما فيما يخص تعويض الأعضاء عما يقومون به من عمل، وهو الإشكال الذي سيُحل نهائيا مع استحداث المجلس الوطني، خاصة أنه سيكون هيئة مستقلة معنويا وماليا. وأوضح المتحدث في هذا الشأن، أن من غير الممكن الاستمرار في تسديد تعويضات للأعضاء على أساس قرار وزاري، يقتضي أن تكون اللجنة مسيَّرة ومموَّلة من مؤسسة محددة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الهيئة التي تتكفل بالبرامج البيداغوجية، مكوَّنة من 20 لجنة، كل واحدة منها متخصصة بنشاط معيَّن. ويساهم المجلس الوطني للبرامج، الذي تعمل الوزارة على إطلاقه في أسرع وقت ممكن بالإضافة إلى حل بعض المشاكل التنظيمية والتسييرية المطروحة، في تحسين البرامج البيداغوجية وجعلها في أرقى مستوى؛ خدمةً للتعليم وللتلميذ. كما سيساهم في التكفل الأحسن بالاختلالات التي قد تظهر هنا وهناك في سير وتطبيق البرامج البيداغوجية، وجعلها تؤدي إلى تحقيق الأهداف المسطرة من طرف وزارة التربية في مجال تلقين الدروس وسير الدراسة طيلة الموسم الدراسي. وعلى صعيد آخر، تدرس مصالح وزارة التربية مع شركائها الاجتماعيين، إلغاء الدورة الاستدراكية لامتحان شهادة التعليم الابتدائي الذي اعتُمد منذ 2003، حيث أوضح مصدر من الوزارة المعنية أن الأمر يكون قد حُسم، وأن وزير القطاع السيد عبد اللطيف بابا احمد قد وافق على إلغاء هذا الامتحان الاستدراكي، الذي يسمح لعدد كبير من تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي بالانتقال إلى السنة الأولى متوسط بمعدلات متدنية لا تمكّنهم من مزاولة دراستهم وهم مرتاحون، علما أن بابا احمد كان قد أكد مؤخرا بأن أزيد من 30 بالمائة من الراسبين في السنة الأولى متوسط، هم من الممتحنين في الدورة الاستدراكية، مما يطرح السؤال حول جدوى المواصلة في اعتماد هذا الامتحان، الذي سبق أن اعتبرته الوزارة فرصة أخرى للراسبين. ويفضّل وزير القطاع أن يعيد التلميذ السنة، لينتقل في السنة الموالية بمعدل أحسن ومستوى يمكّنه من مواصلة مساره الدراسي بدون أي مشكل على إجراء هذه الدورة، التي لا تسمح بترقية مستوى التعليم؛ كونها تسمح لتلاميذ ضعفاء المستوى بالانتقال إلى المتوسط بمعدلات تقل عن 05 من 10، وهو الذي يعتبره الوزير أمرا غير مقبول. للإشارة، فإن إلغاء الدورة الاستدراكية لامتحان شهادة التعليم الابتدائي جاء بطلب من الشركاء الاجتماعيين وضمن جملة من الاقتراحات والمبادرات التي قُدمت للوصاية، والتي كان من بينها أيضا مطلب إقرار دورة ثانية لامتحان شهادة البكالورايا، بالإضافة إلى مطلب ضرورة اعتماد نتائج السنة الدراسية لإنقاذ التلميذ الذي يتحصل على معدلات قربية جدا من النجاح، مثل 9،99 و9،89 من 20.