دعت لجنة الخبراء المكلفة بالوقاية ومكافحة الملاريا، التي اجتمعت طيلة 48 ساعة الأخيرة، بمقر وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، كل مواطن سافر إلى منطقة مستوطن بها الداء، وعلى الخصوص إفريقيا وآسيا، لاسيما المناصرين الذين تنقلوا إلى بوركينا فاسو، التعجيل بالخضوع لفحص طبي في حال ظهرت عليههم أعراض الحمى بعد شهرين من عودتهم إلى الجزائر. كما أوصت اللجنة كل شخص يتنقل في إطار سياحي أو مهني أو لأغراض أخرى، إلى هذين المنطقتين، احترام العلاج الوقائي المسبق الذي يوصف من طرف الطبيب مع الالتزام بالقواعد الوقائية المطلوبة. وألحت اللجنة في بيان لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تلقت "المساء"، أمس، نسخة منه، على ضرورة أن يحترم كل من يسافر ذهابا وإيابا إلى المناطق المذكورة آنفا، الإجراءات الوقائية المعروفة وإجبارية استشارة الطبيب قبل كل سفر نحو هذه المناطق لتفادي الاصابة بالداء الذي يؤدي للوفاة في حال عدم التكفل بالمصاب مبكرا. كما أوصى الخبراء في نفس الصدد، بالإبقاء على جهاز تعزيز مراقبة ومكافحة الملاريا الذي أطلق في الثاني من أكتوبر الماضي لتقييم الوضعية الوبائية للملاريا بالإضافة إلى الاتفاق على برمجة بعثة لتقييم الوضع بغرداية تتكفل بتقدير نتائج الإجراءات القطاعية وما بين القطاعات التي تم وضعها ومدى مفعولها على الحالات المسجلة. وتتمثل مهام هذا الجهاز في مواصلة الإجراءات لمكافحة العوامل الناقلة للمرض، مثل المعالجة بمبيدات الحشرات ورش أماكن التوالد بمبيدات اليرقات والرش داخل وخارج المساكن، فضلا عن الاستمرار في عمليات الصيانة الدورية وردم، البالوعات وقنوات الصرف الصحي وتجفيف البرك وأماكن تكاثر يرقات البعوض. واتفق خبراء اللجنة أيضا على مواصلة الكشف السلبي وفحص كل مريض يتقدم بأعراض حمى، سبق أن زار بلدا يتواجد به الداء. وبخصوص تحليل الوضع ودراسة تقارير التفتيش، بحثت اللجنة مختلف الترتيبات التي وضعتها الوزارة من قبل لا سيما تلك المتعلقة بتعزيز الرقابة ومكافحة الملاريا بالنسبة للولايات الحدودية وهو ترتيب يتم تجديده سنويا مطلع كل موسم خريف. وسجلت اللجنة، بعد دراسة كافة الحالات المسجلة عبر الوطن أنه يجب التمييز بين الوضع بغرداية والوضع المتعلق بالحالات التي تم الكشف عنها ببعض ولايات الوطن. ففيما يخص ولاية غرداية، ذكرت اللجنة في بيانها أن 9 حالات سجلت بداية من شهر أكتوبر، توفي منها شخص واحد بسبب عدم التكفل به مبكرا وثمانية تماثلوا للشفاء، فيما كشفت تقارير بعثات التفتيش نشاطا غير عادي لبعوضة "لا نوفيل" المحلية الناقلة جزئيا لأصل مستورد بسبب قرب وادي ميزاب من البلدية المصابة ووجود برج مياه متصدع في وسط البلدية تسبب في تشكيل تجمعات مياه راكدة وتسجيل ارتفاع غير عادي للحرارة مقارنة بالمعدل المعتاد الذي يصل إلى 28 درجة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر. واعتبرت لجنة الخبراء أن الجمع بين هذه العناصر الاجتماعية والبيئية والمناخية، ساعد على خلق بؤرة محدودة بمدينة العطف ناتجة عن الحالة الأولى من الملاريا المستوردة. وبخصوص الحالات الأخرى المسجلة في بعض الولايات والمقدرة ب15 حالة مؤكدة منها ثلاث وفيات. أوضح بيان وزارة الصحة أنها كلها حالات مستوردة، 8 منها لأنصار الفريق الوطني الذين عادوا من بوركينا فاسو، 03 رعايا أجانب قدموا من إفريقيا واسيا و04 مواطنين أقاموا ببلدان يستوطن بها الداء بشكل كبير. وذكرت الوزارة بالمناسبة أن الوضعية مسيطر عليها، مشيرة إلى أن الجزائر تحكمت في هذا الداء منذ سنوات مضت ووفرت كل أنواع الأدوية المضادة له والتي تضمن شفاء المصاب فور ظهور الأعراض، إلا أنه تبقى الوقاية أحسن وسيلة لاكتساب المناعة وتفادي الملاريا.