أكد الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، أول أمس، أنه لن يقبل أي عذر أو تأخر أو مماطلة في إنجاز المشاريع، مقدما، في هذا الصدد، توجيهات وتعليمات لدفع عجلة التنمية لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين. كما أشار، في هذا الصدد، إلى أن البرنامج التكميلي يرمي إلى القضاء، بشكل نهائي، على البيوت الخشبية (الشاليهات) والسكن الهش. وجاءت هذه التوجيهات للوزير الأول خلال الزيارة التفقدية التي قام بها إلى ولاية الشلف؛ حيث تفقّد مدى تنفيذ وتقدم مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية المندرجة في إطار برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وفي هذا الإطار، عاين الوزير الأول الذي كان مرفوقا بوفد وزاري هام، مشاريع تابعة لقطاعات الأشغال العمومية والتجارة والسكن والفلاحة والصحة والتعليم العالي. وكانت محطة تحلية مياه البحر بمنطقة "ماينيس"، على بعد 60 كلم شمال - غرب الولاية، أول مشروع تفقّده الوزير الأول خلال هذه الزيارة؛ حيث يُنتظر أن تتكفل هذه المحطة باحتياجات سكان المنطقة في مجال التزود بالمياه الصالحة للشرب. وفي هذا الصدد، طالب الوزير الأول القائمين على هذا المشروع، بضرورة احترام الآجال المحددة لتسليمه، والمقررة في سبتمبر 2014، علما أن نسبة تقدم أشغاله بلغت 60 بالمائة. واغتنم السيد سلال هذه المناسبة للاستفسار عن وضعية مشروع إنجاز محطة المياه لبني حواء، ملحّا، في هذا الصدد، على الإسراع في إنجازها؛ لوضع حد لمشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب الذي تعاني منه المنطقة. وبالميناء التجاري لمدينة تنس (50 كلم شمال الولاية)، تلقّى السيد سلال شروحات حول دراسة تحديث هذه المنشأة البحرية التي تُعد رئة اقتصادية حقيقية للمنطقة، التي تمكنت خلال السنوات الأخيرة، من فرض نفسها كوجهة مفضَّلة للعديد من المتعاملين الاقتصاديين بمنطقة الوسط والوسط الغربي للبلاد. وقد زادت أهمية النقل البحري عبر هذه المنشأة المرفئية - حسب الشروحات المقدَّمة من طرف عدد من إطاراتها - بشكل ملحوظ؛ حيث فاق حجم السلع المعالجة سنة 2012 مليون طن مقابل 800.000 طن سنة 2011. كما سجّل عدد السفن التي رست بهذا الميناء بدوره، ارتفاعا ملحوظا، حيث انتقل من 245 سفينة سنة 2011 إلى أكثر من 300 سفينة سنة 2012. وفي قطاع الأشغال العمومية، أمر السيد سلال المسؤولين المعنيين بهذا المجال، بالإسراع في بعث أشغال إنجاز الطريق السريع الرابط بين تنس وتيسمسيلت في الجزء الخاص بتنس - واد سلي على امتداد 60 كلم. وجاء هذا التأكيد في معرض تلقّيه شروحات مفصلة حول هذا المشروع المهيكل وأثره على التنمية الاجتماعية والاقتصادية بمنطقة وسط غرب البلاد، حيث يكتسي هذا المشروع الممتد على طول إجمالي يبلغ 220 كلم، أهمية بالغة لتنمية وفك العزلة عن المنطقة، لاسيما منها المناطق الجنوبية والشمالية لولاية الشلف. وخلال تدشينه مكتبة بالقطب الجامعي "أولاد فارس"، استُقبل السيد سلال بحفاوة كبيرة من طرف الطلبة، على وقع هتافات تشيد بإنجاز الفريق الوطني لكرة القدم، وبإنجازات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. واغتنم السيد سلال المناسبة للاستفسار عن ظروف استقبال الطلبة بجامعة حسيبة بن بوعلي الملحق بها القطب الجامعي المذكور، حيث أعطى تعليمات بتجهيز هذه المنشأة الجديدة، التي تسجل فائضا في المقاعد البيداغوجية. يشار إلى أن هذه المكتبة الجديدة التي تتسع ل800 مقعد وتضاف إلى المكتبة المتواجدة بالقطب الجامعي، ستوفر فرصا جديدة للطلبة في مجال المطالعة والبحث. يُذكر أن الحرم الجامعي لأولاد فارس الذي وضع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة حجر أساسه سنة 2004، يتردد عليه 15 ألف طالب، موزعين بين كليات العلوم الإنسانية والاجتماعية والأدب واللغات والتكنولوجيا والهندسة المدنية والهندسة المعمارية والعلوم الزراعية، بالإضافة إلى معهد للتربية البدنية والرياضية. وفيما يتعلق بظروف إيواء وإطعام الطلبة، فإن القطب الجامعي يتوفر على خمس إقامات جامعية ومطعم جامعي يضمن تقديم 800 وجبة، في انتظار فتح مطعم ثان قريبا. كما كانت لرئيس الهيئة التنفيذية وقفة بمستثمرة فلاحية خاصة متخصصة في إنتاج الحمضيات ببلدية لبيض مجاجة، وتتربع على مساحة إجمالية قدرها 250 هكتارا، ودعا القائمين على القطاع إلى بذل مجهودات أكبر ومضاعفة الإنتاج، علما أن النمو الفلاحي بالولاية بلغ بلغة الأرقام 11.25 بالمائة لرقم أعمال يقدَّر ب63 مليار دج. وبالمنطقة الصناعية وادي سلي، حيث زار وحدة لتركيب المولدات الكهربائية، استفسر الوزير الأول عن نشاطات لجنة المساعدة على تحديد الموقع وترقية الاستثمار وضبط العقار؛ حيث أفاد مسؤولو هذه اللجنة في تقرير تم ضبطه في نهاية سبتمبر الماضي، أنه تمت الموافقة على 51 مشروعا استثماريا من مجموع 665 ملف استثمار أودع سنة 2013 لدى اللجنة. كما حظي قطاع الصحة باهتمام خلال زيارة الوزير الأول؛ حيث تم وضع مستشفى من 240 سريرا يحمل اسم "الأخوات باج"، حيّز الخدمة. وفي هذا الإطار، أمر السيد سلال مسؤولي المستشفى بالتسوية الفورية لمشكل العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي بالتنسيق مع الوصاية، في الوقت الذي ألحّ على تزويد مركز مكافحة السرطان الجاري إنجازه بالشلف، بكل التجهيزات اللازمة للتكفل بالمرضى المصابين بالسرطان قبل وضعه حيّز الخدمة. وقُدّرت تكلفة إنجاز المنشأة الاستشفائية "الأخوات باج"، بأربعة (4) ملايير دينار، وهي تتوفر على كل الأجهزة الضرورية للتكفل بمرضى المنطقة، بما فيها أجهزة التصوير؛ من سكانير والرنين المغناطيسي، علاوة على مخابر للتحاليل الطبية وستة أجنحة للعمليات الجراحية، أحدها مخصَّص للعمليات الاستعجالية. وبدخول هذا المستشفى حيّز الخدمة ستصبح الولاية تتوفر على سبعة مستشفيات، منها مؤسسة استشفائية متخصصة في الطب العقلي، التي تم استلامها مؤخرا، و45 عيادة متعددة الخدمات، منها 26 بالبناء الجاهز و175 قاعة علاج، فضلا عن مستشفى من 60 سريرا هو في طور الإنجاز بعين مران، ومركز لمكافحة السرطان من 140 سريرا، هو الآخر حيّز الإنجاز. كما زار ورشة إنجاز القطب الحضري الجديد الواقع بحي بن سونة، والذي يجري إنجازه بغرب المدينة. وتابع السيد سلال في هذه المحطة، عرضا حول وضعية قطاع السكن بالولاية؛ حيث طالب السلطات المحلية ومسؤولي قطاع السكن، بالتسهيل على المواطنين في إجراءات الحصول على السكن وبناء مساكنهم. ويضم هذا القطب الحضري الذي يندرج في إطار المخطط الخماسي 2010-2014، في المجموع 000 2 سكن عمومي إيجاري، وكذا تجهيزات عمومية جماعية، منها ثانويةومتوسطة ومدرسة ابتدائية وملحقة إدارية. وينتمي هذا القطب إلى القطب الحضري العام، الجاري إنجازه ببلدية الشلف، والذي يشمل أيضا حي "الشرفة" الذي تجري الأشغال به لإنجاز 800 2 سكن. ويأتي استحداث هذه الأقطاب الحضرية التي تتوفر على المتطلبات الضرورية للحياة الكريمة، لتخفيف الضغط عن مركز مدينة الشلف. للإشارة، فإن ولاية الشلف استفادت منذ بداية سنة 2000، من 82 ألف سكن، منها 35 ألف سكن حضري، و45 ألف آخر ريفي ضمن مختلف البرامج.