حل أمس وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا بالعاصمة الفرنسية في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها لوزير سوري منذ ثلاث سنوات تاريخ تجميد العلاقات الفرنسية السورية على خلفية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وقالت باسكال اندرياني المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أن زيارة الوزير السوري تندرج في إطار صفحة جديدة تأمل باريس فتحها وتدوينها في العلاقات بين البلدين على أن تتواصل التطورات الايجابية التي سجلت أخيرا. وكانت فرنسا استأنفت اتصالاتها مع المسؤولين السوريين الشهر الماضي بعد توصل الفرقاء اللبنانيين إلى فك أول عقدة في الأزمة التي كادت تقود البلاد مجددا إلى متاهة الحرب الأهلية وذلك بانتخابهم قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيس جديدا للبلاد. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طالب دمشق بالعمل على تعبيد الطريق لانتخاب رئيس توافقي في لبنان بعدما فشلت الوساطة الفرنسية في تسوية الأزمة السياسية اللبنانية التي استمرت 18 شهرا. واغتنم فرصة زيارته الى لبنان بداية الاسبوع لتهنئة الرئيس ميشال سليمان لتوجيه رسائل ود باتجاه دمشق بهدف إعادة الدفء إلى العلاقات الثنائية المجمدة منذ ثلاث سنوات بعدما قال أن صفحة جديدة ربما تفتح في العلاقات بين البلدين. وهو ما جعل العديد من المتتبعين يعتبرون أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان والتي كان ظاهرها تقديم الدعم للرئيس اللبناني الجديد كانت في حقيقة الأمر بمثابة تأشيرة دخول الرئيس ساركوزي إلى دمشق. وجاءت حملة التودد الفرنسية باتجاه سوريا في سياق مساعي باريس الحثيثة من اجل اقناع الرئيس السوري بشار الاسد بالمشاركة في قمة الاعلان عن ميلاد الاتحاد من اجل المتوسط التي ستعقد بالعاصمة الفرنسية باريس يوم 13 جويلية القادم. وتذهب سياسة التقارب السوري الفرنسي الى ضد منطق السياسة الامريكية التي تسعى الى التضييق على النظام السوري وعزله في كل المنطقة بافتعال العديد من الاتهامات ضد سوريا والتي كان آخرها الزعم بامتلاك سوريا لمفاعلات نووية تم انجازها بمساعدة كورية شمالية.