يشرع الأسبوع القادم الرئيس اللبناني ميشال سليمان في زيارة تاريخية لرئيس لبناني إلى سوريا تؤكد عودة الدفء للعلاقات الثنائية بين البلدين بعد سنوات من التوتر على خلفية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وسيكون الرئيس سليمان أول رئيس لبناني يقوم بزيارة رسمية إلى الجارة سوريا منذ انتخابه في 25 ماي الماضي وثاني لقاء له بالرئيس بشار الأسد بعد اجتماعه به في العاصمة الفرنسية باريس الشهر الماضي بمبادرة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمناسبة انعقاد القمة التأسيسية للاتحاد من اجل المتوسط. وسمحت تلك القمة باتفاق الرئيسين على فتح صفحة جديدة في علاقاتهما الثنائية تقوم على مبدإ الندية والاحترام المتبادل. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سلم قبل اسبوعين دعوة رسمية لزيارة دمشق تكون مناسبة لمناقشة العديد من القضايا الخلافية وتتوج باقامة علاقات دبلوماسية وفتح سفارتين في دمشقوبيروت لاول مرة في تاريخ البلدين. وقالت صحيفة "اللواء" اللبنانية أن الرئيس سليمان سيحمل معه إلى دمشق ملفا يتضمن كل ما يمكن أن يرد في ذهن اللبنانيين بحيث سيكون جدول أعمال القمة اللبنانية - السورية المرتقبة حافلا من الجهة اللبنانية. وقالت مصادر متطابقة أن الرئيسين سيتناولان خلال قمتهما المسائل المتعلقة بمستقبل علاقاتهما الثنائية على ضوء ما تضمنه اتفاق الدوحة الذي أنهى الأزمة اللبنانية من خلال حلحلة بعض القضايا الخلافية بين كافة الأطراف اللبنانية. وأضافت نفس المصادر أن الاسد وسليمان سيتناولان ايضا الآليات اللازمة لإقامة علاقات دبلوماسية وبحث الاتفاقيات الموقعة بين العاصمتين. كما اعتبرت أن جدول أعمال الرئيسين اللبناني والسوري سيكون مفتوحا لبحث مختلف الملفات وعلى رأسها التمثيل الدبلوماسي وترسيم الحدود بما فيها الوضع القانوني لمزارع شبعا وتنظيم العلاقة بين البلدين وملف المفقودين اللبنانيين في سوريا. وكانت دمشق أكدت أنه سيتم فتح صفحة جديدة مع بيروت مبنية على الثقة والحوار والأخوة بالإضافة إلى أن هناك مياها جديدة ستصب في مجرى العلاقات التاريخية بين البلدين بما يحافظ على مصلحة الشعبين. من جهة أخرى، أكد نصري الخوري الأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني أمس أن أي محاولة لشطب المرحلة السابقة في العلاقات السورية اللبنانية إنما هي محاولة لشطب حقيقة كرسها التاريخ والجغرافيا وأيضا كرستها دماء شهداء البلدين.