يشير الوسط الرياضي الجزائري إلى مسألة التحضيرات المستقبلية للمنتخب الوطني، بعد أن تأهل هذا الأخير عن جدارة واستحقاق، لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. ورغم وجود اختلاف في الآراء بشأن المستوى الحالي لتشكيلتنا الوطنية، فإن الأمر في هذا الشأن لا يبدو هاما بما أن الوقت الكبير الذي يفصلنا عن المونديال البرازيلي، كفيل ل "الخضر" بتطوير مستواهم، ولنا أن نستدل في هذا الشأن بمنتخب 82، الذي أظهر قوة ومستوى كبيرين في مونديال إسبانيا؛ لكونه أجرى تحضيرات في المستوى المطلوب من خلال مواجهته وديا في تلك الفترة، أندية ومنتخبات كانت تحظى بسمعة عالمية، منها ريال مدريد ومنتخب إيرلندا الشمالية ومنتخب البيرو بنجميه كوبياس وشامبيتاس وأيضا مدربه أكينوا، الذي اندهش من مستوى زملاء ماجر وبلومي ومن سرعتهم الفائقة في اللقاء، الذي جمع تشكيلته والفريق الوطني بقيادة خالف محيي الدين، فظن، بدون قصد، أن اللاعبين الجزائريين تناولوا المنشطات.وبطبيعة الحال، فإن الفرق في المستوى بين منتخب الثمانينيات والحالي شاسع جدا، بل لا وجود لأي مقارنة بينهما، فقد كنا أقوياء بلاعبينا المحليين، الذين كانوا يشكلون ثمانين في المائة من تعداد المنتخب الوطني، وكنا في حاجة إلى عدد قليل فقط من اللاعبين المحترفين، كما أن الفاف كانت في تلك الفترة تضطر لتأجيل مباريات البطولة الوطنية، لكي يتسنى للفريق الوطني المشاركة في تربصات دورية هنا في الجزائر وفي الخارج. الوضع تغيّر اليوم داخل الفريق الوطني، الذي أصبح يتشكل في أغلبه من لاعبين محترفين ينشط أغلبهم في نواد من البطولة الفرنسية لكن مع وجود مفارقة كبيرة، تتمثل في كون هؤلاء اللاعبين يفتقرون إلى التنافس بسبب عدم مشاركتهم بانتظام مع أنديتهم في المنافسة الرسمية، فهم مطالَبون بملء هذا النقص قبل سبعة أشهر من انطلاق كأس العالم القادمة. وقد كان المدرب حليلوزيتش على حق لما قال في أعقاب انتصار "الخضر" على حساب منتخب بوركينافاسو بملعب مصطفى تشاكر، إن لاعبينا الدوليين مطالَبون باكتساب حجم كبير من التنافس إذا ما أرادوا تحقيق مشاركة إيجابية في المونديال البرازيلي، ولا شك أنهم واعون كثيرا بأوضاعهم الحالية، التي تتطلب منهم القيام باستعدادات حثيثة حتى خارج المنافسة الرسمية، لكي يضمنوا مكانة لهم ضمن تعداد الخضر المسافر إلى البرازيل، والذي سيتشكل من 23 لاعبا. ولا شك أن مسؤولية تحضير منتخبنا الحالي بالكيفية اللازمة، تقع بالدرجة الأولى على الاتحادية والمدرب الوطني، الأولى مطالَبة بتوفير الوسائل المادية واللوجيستيكية والعمل بشكل خاص على إيجاد منتخبات قوية للّعب وديا ضد "الخضر"، في حين أن الناخب الوطني سيكون مطالَبا بمتابعة تطور اللاعبين الدوليين على مستوى أنديتهم، حيث ستساعده هذه العملية في إجراء انتقاء جيد للعناصر التي ستشكل المنتخب الوطني المشارك في مونديال البرازيل. وفضلا عن تدعيم استعداداتهم، يتعين على "الخضر" تفادي التعرّض للإصابات، التي قد تهدد مشاركتهم في كأس العالم.