حمل خطاب الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، أمام ممثلي المجتمع المدني لولاية بسكرة، رسائل معبرة عما حققته الجزائر من انجازات ضخمة منذ سنة 1999، ومؤكدة على تكريس الديمقراطية والتعددية، وداعية إلى الرقي بالتراث الثقافي الوطني والسلوكات الاجتماعية لبلوغ الأهداف السامية للدولة بالاتحاد ومساهمة الجميع. اعتبر عبد المالك سلال، ما تعرفه الجزائر من هدوء وسكينة في ظل الظرف الدولي والإقليمي المتأزم حالة استثنائية، تحققت بفضل سياسة المصالحة الوطنية التي جاء بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مشبها البلاد «بجزيرة الأمن والاستقرار التي تقع في بحر يموج بالأزمات والاضطرابات الأمنية والاقتصادية والسياسية»، وقال سلال «الجزائريون والجزائريات لن يفرطوا في أمنهم واستقرارهم لأنهم يعرفون كم كان الثمن باهظا لتحقيقهما» ليرد الحضور في القاعة بالوقوف والتصفيق مطولا. وأكد الوزير الأول، أن الفضل الأول، يعود للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في الدفاع عن الجمهورية حينما تدخلت أطراف لتأزيم الوضع واعتقدت أخرى بانهيار الجزائر، ونجح الوئام والمصالحة في محو الأحقاد والضغينة بين الجزائريين، وإرساء السلم والاستقرار اللذان سمحا بوضع محركات الإقلاع الاقتصادي التنموي للبلاد. ووصف سلال، الحديث عن انجازات الجزائر في السنوات الأخيرة، «بالشيق» مضيفا انه «يدعو إلى الفخر لان الوضع اليوم أكثر راحة». وأفاد المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، أن الديمقراطية مكرسة في الجزائر وتعززت بالإصلاحات السياسية التي تكفل لأصحاب الرأي الآخر بإبداء قناعاتهم دون أي قيد في مختلف المنابر، قائلا «أن هذه الإصلاحات تسمح للمعارضين بالتعبير بكل حرية عن أرائهم في المنابر السياسية والإعلامية». ودعا المتحدث، إلى إحداث ثورة في الذهنيات لخدمة الاقتصاد الوطني وتطوير المجتمع، مشيرا إلى أن «طموحات البلاد كبيرة جدا»، بحيث لا يستطيع تحقيقها شخص واحد، «لذلك علينا أن نتحد جميعا لتحقيق النهضة التي ضحى من اجلها آباؤنا وأجدادنا ونصبو إليها جميعا» مسجلا أنه ليس بالأمر المستحيل والجزائر قادرة على الفوز بالرهان. وفي سياق متصل، جدد سلال، تأكيد على أن الحكومة مجبرة على إعادة ثقة المواطن في إدارته ورفع مستوى الخدمة العمومية، واعتبر ذلك ضروري ويجب أن يمتد من شبابيك هياكل الدولة إلى الشركات الخاصة التي طالبها برفع معايير خدماتها وتحسينها. وأضاف أن خرجات الحكومة الميدانية لولايات الوطن تدخل في الجهد الجواري الذي تبذله من اجل التقرب من المواطنين ومعرفة انشغالاتهم، مشيرا إلى ان الاتصال المباشر مفيد للمسؤول الذي يجب ان يعتبر ذلك فرصة للتعرف على الشارع وتطلعات المجتمع. وعبر الوزير الأول عبد المالك عن إعجابه الشديد بالتطور الذي عرفته ولاية بسكرة، في الميدان الاقتصادي، وأوضح انها تسير على الطريق الصحيح لدعم الانتاج الوطني وسد حاجيات المنطقة الشرقية الجنوبية من الاستيراد، ويضاف هذا إلى النتائج الباهرة التي حققتها في القطاع الفلاحي واعتلائها الريادة في عديد المحاصيل وعلى رأسها التمور ذات الجودة الرفيعة. واستدل سلال بالشروع في إنشاء وحدتين كبيرتين لإنتاج الاسمنت بطاقة هائلة تصل إلى أزيد من مليون طن سنويا، وكذا مصفاة تكرير النفط التي ستدخل حيز الخدمة في أواخر 2016 أو 2017 وستنتج 5 ملايين طن سنويا. وأسهب الوزير الأول في الإشادة بالمكانة الثقافية لبسكرة، وقال أنها «كليوباترا الزيبان وملتقى العروبة والامازيغية، والحضارة القديمة والدين الإسلامي وتتجسد فيها الثقافة الجزائرية» مضيفا أنها تجعلنا كجزائريين فخورين بوطننا. وشدد في ذات الوقت على ضرورة بعث النشاط الثقافي، للتصدي للثقافات الدخيلة على مجتمعنا والتقليل من استيرادها بنفس الطريق التي نسعى بها لتقليل فاتورة استيراد المواد الاستهلاكية. كما دعا إلى ترقية القطاع الفلاحي بالمنطقة واستعمال كرم الضيافة المعروف لدى الشعب الجزائري، قائلا ليس عيبا خدمة الزبون، وإنما العيب ترك الأرض بورا». وأكد دعم الدولة للفعل الثقافي لإيمانها الدائم بقدرة الجزائريين على إثراء التراث العالمي الثقافي كما فعل علماء ومثقفون بارزون سابقا، ولم يفوت الفرصة ليدعو كل جزائري لنبذ العنف ضد المرأة بكل أشكاله الجسدية، اللفظية وحتى الاقتصادية في تباين الأجور. موضحا أن العنف ليس من أخلاق الجزائريين ويجب التصدي له بكل الأشكال والطرق. وبعث الوزير الأول بتحية خاصة لفئة المعوقين، وأكد على تضامن الدولة والشعب الجزائري معهم دائما وأبدا.