في الوقت الذي تعترف الأطراف ذات الصلة بقطاع التربية في ولاية تيزي وزو، بعدم تسجيل أي نقص في عملية التكفل بخدمات التدفئة، الإطعام والنقل بالطورين المتوسط والثانوي، تؤكد المعلومات أن البلديات لا تزال تواجه عجزا في التغلب على النقائص المسجلة في الطور الإبتدائي، مما جعل الأولياء والتلاميذ يطالبون ببذل الجهود بغية استدراك ذلك قبيل حلول فصل الشتاء. أكد السيد لناك محند أكلي، الأمين العام بمديرية التربية لولاية تيزي وزو ل”المساء”، أن القطاع قطع أشواطا معتبرة في مجال تحسين ظروف التمدرس، وأن المشاكل المطروحة بشأن الإطعام والتدفئة التي يواجهها تلاميذ الطور الإبتدائي ليست من مسؤولية مديرية التربية، إنما تتكفل بها البلديات بفضل ميزانية تخصصها للقطاع، مشيرا إلى أن نسبة التغطية للإطعام المدرسي بالإبتدائي وصلت إلى 89،26 بالمائة، حيث يستفيد 85 ألف تلميذ من الإطعام المدرسي عبر 582 ابتدائية من أصل 640 مدرسة تحويها الولاية، وبلوغ هذا العدد كان بإقدام المديرية على تحويل أقسام شاغرة إلى قاعات للإطعام بعد تهيئتها، كما أن الولاية تساهم بميزانية لضمان تقديم وجبات متوازنة للتلاميذ، في حين أن نسبة الإطعام عبر 176 متوسطة و85 ثانوية تقدر ب 100 بالمائة. وفيما يتعلق بالتدفئة، أوضح الأمين العام لمديرية التربية أن البلديات هي التي تضمن تدعيم مؤسسات الطور الإبتدائي بالتدفئة، علما أن الطورين المتوسط والثانوي تندرج عملية تدعيمهما ضمن أشغال إنجاز المؤسسة، حيث قال بأن الطورين اللذين تتكفل بهما المديرية يتم تدعيم منشآتها بغاز المدينة إن كانت البلدية التي تتواجد بها مدعمة، لاستعادة أجهزة التدفئة وتوزيعها على المدارس التي تفتقر إليها أو التي تملك مدفآت قديمة، إلى جانب مؤسسات أخرى مدعمة بمواقد البنزين، مشيرا إلى أن المديرية تساعد البلديات وتعطي الأولوية للتدفئة، مع تجسيد أشغال بأقسام تواجه مشكل تسرب مياه الأمطار. وبشأن النقل المدرسي، قال محدثنا بأنه يتم نقل 44662 تلميذا يوميا بين منازلهم ومؤسساتهم عبر الأطوار التعليمية الثلاثة، حيث تضمن 229 حافلة نقل، 731 تلميذا بالطور الإبتدائي مقابل 1973 تلميذا في الطور المتوسط و1880 متمدرسا بالطور الثانوي.
المجلس الشعبي الولائي يعترف بجهود المديرية في التكفل كما أكد ل”المساء” رئيس لجنة التربية، التكوين المهني والتعليم العالي، التابعة للمجلس الشعبي الولائي لولاية تيزي وزو، السيد حميد مالكي، أن مديرية التربية أولت اهتماما كبيرا للقطاع؛ “لمديرية التربية إرادة قوية والمجلس يعترف بمجهوداتها للرقي بالقطاع وتوفير أجواء ملائمة للتلاميذ والأساتذة معا”، مضيفا أن اللجنة لم تسجل أية مشاكل في الطورين المتوسط والثانوي والمشكل مطروح في الطور الإبتدائي ويتعلق بالتسيير؛ كالتأخر في الإنجاز، التهيئة وغيرها. وبشأن خدمات الإطعام، قال محدثنا بأن الطور الإبتدائي تم تغطيته بنسبة 98 بالمائة، وأن المدارس التي لا تتوفر على الإطعام هي التي تضم بين 10 إلى 20 تلميذا، وبقيت مفتوحة بفضل جهود مديرية التربية التي هيأت أقساما وحولتها إلى مطاعم للتلاميذ، في حين أن الميزانية توفرها البلديات وتختلف من بلدية لأخرى، إلى جانب مساهمة المجلس الشعبي الولائي بعملية “كأس الحليب”، أما في الطور المتوسط والثانوي، فالمشكل مطروح في نسبية النظام نصف الداخلي، وبالنسبة للنقل المدرسي، أشار المصدر إلى أن المسؤولية ملقاة على عاتق البلديات التي تقوم بعقد اتفاقيات مع الخواص، لكن هناك مشكل يتمثل في بعض الحافلات القديمة التي تتعطل باستمرار، مما يتسبب في اضطرابات بالنسبة للتلاميذ، ولمساعدتهم يدعمون بنظام نصف داخلي قصد تفادي الحاجة إلى النقل المدرسي، مفيدا أن اللجنة تطالب البلديات بإنجاز مختلف الأشغال قبل الدخول المدرسي لتفادي حدوث اضطرابات تعود سلبا على التلميذ خلال مشوارهم الدراسي، مشيرا إلى أن الشكاوى تكثر مع بداية السنة الدراسية.
التلاميذ بين مستحسن ومنتقد للوضعية تباينت وجهات نظر التلاميذ الذين التقيناهم خلال زيارة ميدانية قادتنا إلى بعض المؤسسات التربوية، بين مستحسن لجهود البلديات وقطاع التربية ومشتك من الوضعية، مطالبين ببذل جهود إضافية، خاصة فيما تعلق بالإطعام، التدفئة ومراعاة شروط إنجاز المؤسسات، حيث تعاني العديد منها من تسرب مياه الأمطار، ليس القديمة منها فقط، بل حتى الجديدة كثانوية عين الحمام، متوسطة إيفيغا وغيرها، لاسيما بعد شتاء 2012، ووصل الحد إلى غلق 3 أقسام بالمدرسة الإبتدائية عماري مسعودة بالأربعاء ناث إيراثن.
فدرالية أولياء التلاميذ لا تجيب أما رئيس فدرالية جمعية أولياء التلاميذ لولاية تيزي وزو، وبعد عدة محاولات للقاء به، تجاهلنا في بداية الأمر بالتأجيل بحجة أنه مشغول، وبعدما ضرب لنا موعدا وتنقلنا إلى مكتبه، تخلف عن الموعد ولم يكلف نفسه حتى الرد على المكالمة الهاتفية، علما أن هدفنا ليس سوى خدمة التلاميذ وأوليائهم الذين عينوه ناطقا رسميا ليعبر عن انشغالاتهم.