عندما يتناهى إلى أسماعنا أن تلامذة في الطور التحضيري أو الابتدائي لم تشملهم الرعاية الكافية من حيث ظروف التدريس وخدمات الإطعام والتدفئة، ونقرأ على صفحات الجرائد مثلا عن أقسام دراسية ”أشبه بالثلاجات” في وقت تخصص فيه الدولة أموالا طائلة لسد مثل هذه النقائص، فإننا نطرح أكثر من سؤال حول ما إذا كانت هذه المصاعب والمتاعب تدخل ضمن تكوين التلميذ على مصاعب الحياة مثلما عاشته الأجيال الماضية. أو أنها تدخل ضمن خانة اللامبالاة وذهنية التسيير الأعرج والأعوج لقطاع من الأهمية بمكان. وبقدر ما نسمع عن الأغلفة الضخمة التي تخصصها الدولة لهذا القطاع بقدر ما يبقى في حاجة إلى تكفل، وكأن الأمور صارت عكسية، وفي هذا الصدد يرى بعض المؤطرين القدامى أن الاهتمام بالطور الابتدائي بالخصوص يعد مربط الفرس ومنطلق العملية التعليمية وأساس التكوين الحقيقي، وبالتالي فإن حسن تسييره وتوفير مختلف الضروريات مع الاختيار الجيد للمؤطرين هو الضمان الوحيد والصمام الفريد لمنع التسربات التي تدفع بالبراءة إلى الشارع الذي لا يرحم، وتساهم في إنتاج شريحة تعد عبئا على الدولة ومعرقلا لمسيرة التنمية ومبطئا لكل مشروع حضاري هادف.