استفادت ولاية الجلفة من غلاف مالي إضافي لدعم التنمية المحلية، تقارب قيمته ال36 مليار دينار، تم الإعلان عنه بمناسبة الزيارة الميدانية للوزير الأول السيد عبد المالك سلال، الذي جدّد التزام الحكومة باستكمال كافة المشاريع التنموية المسجلة في البرامج الاقتصادية والاجتماعية المخصصة لهذه الولاية، داعيا، بالمناسبة، سكانها إلى الاهتمام بشكل أكبر بتعليم أبنائهم ورفع مستوى التحصيل الدراسي بهذه المنطقة، التي تعاني من تراجع مستمر في الترتيب العام لنتائج الامتحانات الدراسية على المستوى الوطني. وسيتم توجيه البرنامج التكميلي الذي قُدر قوامه المالي ب35,847 مليار دينار، لتمويل العديد من المشاريع السكنية واستكمال مشاريع قطاعات الصناعة والفلاحة والسياحة والتربية والشباب والرياضة، وكذا مشاريع الطرق، ومنها إنجاز الطريق الاجتنابي الرابط بين عين وسارة والبيرين، مع إتمام عملية تحويل المياه من حد الصحاري لفائدة عين الناقة، ومشاريع التطهير والصرف الصحي على مستوى “واد ملاح” و«بوتريفيس” و«واد الحديد”. وضمن نفس البرنامج، سيتم، حسبما أعلن عنه الوزير الأول خلال لقائه بممثلي الهيئة التنفيذية المحلية والمجتمع المدني للولاية، الانطلاق في دراسة تخص إنجاز مركز لمكافحة السرطان ومستشفى بطاقة استيعاب 240 سريرا ببلدية عين وسارة، مع تجهيز عيادتين متعددتي الخدمات، واقتناء 30 سيارة إسعاف مجهّزة المصالح الاستشفائية بالولاية. كما تم تسجيل مشاريع إضافية للكهرباء الريفية، وفتح مسالك للمحيطات الفلاحية، فضلا عن إنجاز 6 مدارس، وتوسيع 110 أقسام دراسية وتهيئة 30 مطعما مدرسيا. وفي إطار تقديم الدعم للمشاريع المحلية، يخصص البرنامج التكميلي ملياري دينار لفائدة الجماعات المحلية، وذلك بغرض التكفل بخدمة المواطن في مجال التطهير والتزود بالمياه الصالحة للشرب، وخاصة بالمناطق النائية للولاية، والتي استفادت من 15 شاحنة مزوَّدة بصهاريج للمياه. وإذ عبّر السيد سلال عن ارتياحه لبعث أشغال تهيئة المنطقة الصناعية لعين وسارة؛ لما سيكون لهذا المرفق الصناعي الممتد على مساحة 400 هكتار، من دور إيجابي في بعث النشاط الاقتصادي في الولاية، دعا، في المقابل، سكان الولاية إلى الاهتمام بشكل أكبر بترقية الطابع الفلاحي والرعوي الذي تتميز به هذه الولاية، التي يمكن، في رأيه، أن تتحول إلى عاصمة للهضاب العليا، بالنظر على مميزاتها والموارد الاقتصادية الثمينة التي تزخر بها، متعهدا بتعاون الحكومة مع أهل المنطقة، لإيجاد حلول ناجعة للمشاكل التي يعاني منها الفلاحون والموالون، على غرار مشكل العلف، الذي ينبغي، حسبه، التكفل به من خلال تكثيف المساحات الزراعية المخصصة له، مع تحسين نمط تربية المواشي وعصرنته. كما عبّر الوزير الأول عن أسفه لكون العديد من المؤسسات العمومية غير متمركزة بعاصمة ولاية الجلفة، وأشار إلى أن الحكومة ستعمل على تغيير هذا الوضع في الأيام القليلة القادمة، مناشدا، من جانب آخر، سكان ولاية الجلفة المثابرة على تحسين مستوى التحصيل الدراسي للأبناء بهذه الولاية، المصنَّفة في المراتب الأخيرة من الترتيب الوطني لنتائج الامتحانات الدراسية. وذكر في هذا الصدد بأن الولاية ستحتاج مستقبلا إلى إطارات لتسيير المرافق الحضرية والمشاريع التنموية الجاري إنجازها، “والأفضل أن يكون هؤلاء من أبنائها”. وقد شملت محطات الزيارة الميدانية للسيد عبد المالك سلال والوفد المرافق له إلى ولاية الجلفة، إعطاء إشارة انطلاق أشغال إنجاز المنطقة الصناعية الواقعة ببلدية عين وسارة، والتي رُصد لها غلاف مالي يفوق 4,5 مليار دينار، ويُرتقب استكمال تهيئتها في آجال لا تتعدى 4 أشهر. ومن شأن هذا المشروع الذي تشرف عليه الوكالة الوطنية للوساطة والضبط العقاري، أن يساهم بعد دخوله حيّز الخدمة، في تلبية حاجيات المستثمرين من العقار الصناعي؛ حيث تضم هذه المنطقة 130 قطعة لمزاولة النشاط، من المقرر أن توفر نحو 20 ألف منصب شغل. وقد دعا السيد سلال بالمناسبة، إلى تسريع وتيرة أشغال هذه المنطقة الصناعية، من أجل تمكين المستثمرين من استغلالها في أقرب الآجال. كما اطلع بموقع المشروع على عروض لإعادة تأهيل 5 مناطق نشاط بالولاية، تضم 604 قطع نشاط، ويُرتقب أن تساهم في تحسين وضعية الاستثمار في الولاية. كما استمع الوزير الأول بعين المكان، إلى انشغال سكان المنطقة، الذين تجمّعوا أمام موقع المشروع، وطالبوا بملاقاته لتبليغه بمشكل حرمانهم من التوصيل بالكهرباء، حيث حث السيد سلال في هذا الصدد، المسؤولين المحليين على التكفل السريع بانشغال هؤلاء المواطنين. وبنفس البلدية، عاين السيد سلال مشروع إنجاز خط للسكة الحديدية، يربط ولاية الجلفة بمدينة بوغزول بالمدية على مسافة 140 كلم، واطّلع على العرض المفصل لمشاريع السكة الحديدية التي تعبر ولاية الجلفة، على غرار الخط الذي يربط المسيلة ببوغزول. كما أعطى الوزير الأول إشارة انطلاق أشغال إنجاز ازدواجية الطريق الوطني رقم واحد الرابط بين عين وسارة وحاسي بحبح على مسافة 40 كلم، وهو المشروع الذي وافقت الحكومة في اجتماعها الأربعاء المنصرم، على منح أشغاله بالتراضي للمؤسسة الوطنية “كوسيدار”، لتسريع وتيرة إنجازه، وفقا لما أعلن عنه السيد سلال، الذي حث مسؤولي القطاع على بعث المناقصة الخاصة باستكمال الشطر الثاني من المشروع، والذي يمتد بين عين وسارة وبوغزول على مسافة 30 كلم، مشيرا إلى تسجيل هذا المقطع في البرنامج الإضافي لسنة 2014. وببلدية حاسي بحبح، وقف رئيس الجهاز التنفيذي الذي كان مرفوقا بوزراء الأشغال العمومية، النقل، الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السكن والعمران والمدينة، الموارد المائية، الاتصال، وكذا الوزير لدى الوزير الأول المكلف بإصلاح الخدمة العمومية، على مشروع إنجاز مركّب جهوي للحوم الحمراء، يُعد ثالث مشروع من نوعه على المستوى الوطني، وسيتكفل بذبح نحو 2000 رأس غنم و80 رأس بقر يوميا. ويُرتقب، حسب الشروحات التي قُدمت للوزير الأول، أن يسلَّم هذا المرفق الذي تشرف على تسييره المؤسسة العمومية “برودا”، خلال السداسي الأول لسنة 2014. ويُنتظر أن يساهم في دعم تزويد السوق المحلية باللحوم الحمراء، وترقية نشاط تصديرها إلى الخارج. ولدى اطلاعه على عروض تخص وضعية قطاع الفلاحة بالولاية، شدّد الوزير الأول على ضرورة تشجيع الفلاحين على توسيع المساحات المسقية لإنتاج الأعلاف، كما دعا إلى إعطاء الأهمية اللازمة للسد الأخضر، وتشجيع الصناعة التحويلية للمنتجات الفلاحية التي تزخر بها الولاية. وبعد إعطائه إشارة الانطلاق في استغلال محطة تصفية المياه المستعمَلة بمدخل مدينة الجلفة واستماعه لعرض حول وضعية قطاع الموارد المائية، حيث ألح على ضرورة تحسين وضعية تزويد السكان بالمياه الشروب قبل فصل الصيف القادم، وقف السيد عبد المالك سلال على مشروع القطب الحضري الجديد بمنطقة بحرارة ببلدية الجلفة، واطّلع على مختلف البرامج السكنية المسجَّلة بالولاية، وشدّد، بالمناسبة، على ضرورة الاعتناء بتحسين النمط المعماري المناسب للطابع المحلي للمنطقة، “وعدم الاكتفاء ببناء السكنات لإسكات المواطنين”. وفي ختام زيارته للولاية، عقد الوزير الأول اجتماعا مع ممثلي المجتمع المدني للولاية، الذين أعلنوا بالمناسبة عن تمسّكهم بمبدأ دعم الإنجازات المحقَّقة على المستويين المحلي والوطني، والحفاظ على استمراريتها، مؤكدين تأييدهم لترشح رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة.