خرجت المشاركة الصربية في مهرجان الجزائر الدولي للسينما الخاص بأيام الفيلم الملتزم في طبعته الرابعة، بفوزين ذهبيين، إذ تُوج، سهرة أول أمس الخميس، فيلم ”دوائر'' للمخرج الصربي سردجان غولوبوفيتش بالجائزة الكبرى في صنف الروائي الطويل، وافتكت مواطنته ميلا توراجيلتش الجائزة نفسها عن فيلم''سينما كومينستو'' في فئة الفيلم الوثائقي. وحضرت حفل الختام وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي، إلى جانب وجوه فنية وسياسية وجمهور غفير غصت بهم قاعة الموقار. وأعلنت محافظة المهرجان زهرة ياحي عن نتائج الدورة الرابعة على ضوء ما أسفر عنه قرار لجنتي التحكيم في الفئتين. وتم تتويج الفيلم الروائي الطويل ‘'لا'' للمخرج الشيلي بابلو لاران، بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. أما جائزة الجمهور المستحدثة في هذه الفئة، فنالها العمل الموزمبيقي ‘'مارغاريدا العذراء'' لتشينيو أزفادو. وعادت الجائزة الخاصة للجنة التحكيم في صنف الأفلام الوثائقية، إلى الفيلم المنتج بين فرنسا والولايات المتحدة ”حرروا أنجيلا وكل المعتقلين السياسيين'' للمخرجة شولا لينتش. ونال الفيلم الجزائري ‘'عذاب رهبان تبحرين السبعة” لمالك آيت عودية، جائزة الجمهور. ومنحت لجنة التحكيم التقدير للوثائقي ‘'المتسللون'' للمخرج الفلسطيني خالد جرار، وللفيلم اليوناني ‘'لن نعيش بعد اليوم كالعبيد'' ليانيس يولونتاس. في كلمتها الختامية، شددت المحافظة زهرة ياحي على هدف المهرجان، الرامي إلى احتضان السينما العالمية الخاصة بالفيلم الملتزم الهادف، والذي يُعد فضاء لتبادل الحوار والأفكار في الفن السابع بين الجزائر ونظرائها من مختلف بلدان العالم. وتابعت القول بأنّ هذا المهرجان تأسس ليحتضن كافة المخرجين والمنتجين من دول العالم؛ من أجل تبليغ رسالة الشرف والنبل التي يحملها الفيلم الملتزم مهما كان منتجه ومخرجه، مؤكدة أن مهرجان الجزائر للسينما أضحى ‘'إنسانيا” أكثر من أي شيء آخر؛ بدليل الأفلام التي تم تقديمها طوال أسبوع، قائلة: ‘'لقد شاهدتم منذ أسبوع أفلاما متعددة ومتنوعة وجميلة ومميزة، حملت في طياتها مفهوم الثورة والكفاح، والتي لاتزال مستمرة من أجل نصرة القضايا العادلة وتحرير الشعوب المستضعَفة في جميع القارات الخمس''.
تكريم المخرج الأمريكي شارل بيرنيت احتفى مهرجان الجزائر الدولي للسينما (أيام الفيلم الملتزم)، بالمخرج الأمريكي شارل بيرنيت، خلال حفل الاختتام، إذ كرّمته كل من السيدة زهرة ظريف بيطاط والمناضلة المتضامنة مع الثورة الجزائرية آني ستينر، بدرع المهرجان ولوحة فنية راقية، تعكس أصالة التراث الجزائري. سهرة الختام وشّحها صاحب رائعة ‘'ناميبيا'' ببصمته الأمريكية الملتزمة، وكثير من الأفلام الهادفة التي تصب في خدمة القضايا الإنسانية والتحررية عبر العالم، وأثرت الإنتاج السينمائي بمواضيعه المتفردة ذات الأبعاد الاجتماعية والسياسية، التي تسلّط الضوء على الطبيعة البشرية. وعن التكريم قال شارل بيرنيت: ‘'أشكر القائمين على المهرجان الذين اختاروا الفيلم الهادف بدلا عن الفيلم التجاري. وإن الفيلم الملتزم قادر على تغيير العالم ووضع الحلول وإظهار الحقائق''. وأردف معربا عن سعادته بتواجده بالجزائر مرة أخرى، واصفا الوقت الذي قضاه بالمميّز والرائع. صاحب ‘'غياب طويل للغاية'' لم يطل غيابه عن الجزائر، فقد عاد المخرج الأمريكي شارل بيرنيت في هذه الدورة، كضيف شرف، بعد أن كان سنة 2011 منافسا ضمن التظاهرة نفسها بفيلمه ‘'ناميبيا''. وتتطرق أفلام بيرنيت لحياة نساء ورجال من الزنوج الأفارقة المنتمين إلى الطبقة الوسطى في المناطق الحضارية، وكذا كفاحهم اليومي، آمالهم وأوهامهم ضمن أسلوب شخصي يوحي دائما إلى القارة السمراء، العبودية والجذور الإنسانية والثقافية. ويُعد شارل بيرنيت مخرجا وسيناريست ومدير تصوير ومنتجا ومركبا وممثلا في الوقت عينه، له رصيد سينمائي وافر، على غرار ‘'نار الشيطان'' و''عندما تمطر'' و''لافتة العار'' وغيرها.