هناك الكثير ممن يحلمون بالشهرة ويسعون إلى الأضواء متهافتين، وفي تصورهم أنها بمثابة خاتم سليمان الذي يجعل الدنيا وما فيها تحت تصرفهم ورهن إشارتهم، متجاهلين ما قد تجلبه هذه الأخيرة من مشاكل ومضايقات وإشاعات مغرضة ونهايات وخيمة، فالفنان في أي مكان كان، قد يكسب المال، لكنه قطعا فاقد لراحة البال، فالكثير منهم يزرعون السعادة والفرحة في نفوس الجماهير وأغلبهم تعساء، نتيجة ما يعرف بالشهرة والأضواء الكاشفة، المضللة في أوقات كثيرة والمفبركة لأشياء لا أساس لها من الصحة، والأمثلة على ذلك كثيرة ومآسيها كثيرة أيضا. لكن بعد تجربة طويلة ومعاناة مع الشهرة وتبعاتها، نجد العديد من المشاهير العرب والأجانب يفرون من الأضواء متنكرين حتى لا تلتقطهم عدسات الكاميرات المتربصة بهم، ممتنعين عن محاورة الإعلاميين، متخوفين من التلفظ بأي كلمة خوفا من تحريفها أو فبركتها. خاصة من قبل بعض طفيليي الصحافة الصفراء، وما أكثرها وهي الساعية دوما لخلق أحداث مؤذية للغير واختلاق الكذب بغرض الكسب للأسف. وهي التي طلقت هذا وزوجت ذاك، وألبست تهما مشينة مستّ العديد من الفنانين ذنبهم الوحيد أنهم دخلوا الشهرة من بابها الواسع. ومنهم فنانون يحترمون الفن والجمهور، ويقدمون فنا راقيا يرجون من ورائه السمو بالذوق الفني وإيصال الرسالة النبيلة، ليجدوا أنفسهم مصابين بسهم الإشاعة المسموم الذي يؤثر على حياتهم الأسرية ويعرقل مسيرتهم المهنية، فيعتزلون الفن نهائيا مفضلين هجر الأضواء، ليتركوا المجال لأشباه الفنانين الذين باتوا مصادر مميزة للإشاعة.