التقى أمس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ضمن لقاءاته مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين، في مهمته الرامية إلى الدفع قدما بعملية سلمية، تشير المعطيات إلى أنها أصبحت على وشك الانهيار. وعرض كيري خلال لقائه بالرئيس عباس، مسوّدة اتفاق إطار، ضمّنها الخطوط العريضة للتوصل إلى تسوية نهائية للصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وإلى غاية أمس لم يكشف عن تفاصيل هذه المسوّدة، التي أكد كيري بأنها ستتناول كافة قضايا الحل النهائي، وستشمل كل القضايا الجوهرية، التي طالما جرت معالجتها، ومن ضمنها الحدود والأمن واللاجئون والقدس المحتلة والاعتراف المتبادَل وإنهاء الصراع. وكان كيري عرض مشروع الاتفاق الإطار أوّلا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في لقاء عقده الرجلان بالقدس المحتلة، ودام خمس ساعات. وفي ختام لقائه مع نتانياهو، أقر كيري بأن هوة الخلاف لاتزال عميقة بين الجانبين، وأن الطرفين مطالبان بتقديم مزيد من التنازلات من أجل التوصل إلى أرضية توافقية، تقود إلى تسوية نهائية. كما أشار إلى أن احتواء هذه الخلافات يتطلب وقتا مطوّلا، في إشارة واضحة إلى أن المهلة المحددة لمفاوضات السلام الجارية حاليا، غير كافية لتحقيق المطلوب.وقال كيري إنه ”يخطّط للعمل مع كلا الجانبين بشكل مكثف خلال الأيام المقبلة؛ لتقليص الاختلافات في وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، عبر إطار عمل يوفر الخطوط العريضة المتفق عليها في المفاوضات المستمرة”. وأضاف أن ”هذا الأمر سيتطلب وقتا وتنازلا من الطرفين، لكن إطار العمل سيكون إنجازا كبيرا، وسيعالج كافة القضايا الجوهرية، وسيضع معايير واضحة وثابتة، يستطيع الطرفان من خلالها معرفة إلى أين يتجهان”. وهو ما يطرح التساؤل حول التنازلات المطلوب، من الجانب الفلسطيني، تقديمها هذه المرة، خاصة أنه يبقى الحلقة الأضعف في مسار سلام، تريد إسرائيل أن يتم حسب رغبتها ووفقا لمصالحها. وفي انتظار معرفة الجواب عن هذا التساؤل، فإن الطرف الفلسطيني لايزال يثق في المساعي الأمريكية، التي اعتبرها وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي، لم تفشل بعد. وقال المالكي إن زيارة كيري الحالية للمنطقة تشكل انعكاسا لمدى رغبته في التواصل، موضحا أن كيري يدرك تماما صعوبة الأمر، وأن إسرائيل تضع عراقيل إضافية أمام هذه المهمة، خاصة بعد ما قامت به اللجنة التشريعية في الحكومة الإسرائيلية بخصوص ضم منطقة الأغوار. وتزامنت زيارة كيري إلى فلسطينالمحتلة مع تصعيد إسرائيليّ عنيف، راح ضحيته شاب فلسطيني استُشهد أمس متأثرا بجروح، كان أصيب بها مساء أول أمس برصاص الجيش الإسرائيلي شرق غزة، التي تعرضت، عشية بدء زيارة كيري الجديدة إلى المنطقة، لغارات إسرائيلية عنيفة، خلّفت استشهاد فلسطينيّ وإصابة سبعة آخرين.