من السلوكات غير الحضارية التي استفحلت كثيرا حتى صرنا نخاف من أن تصبح موضة عصرية وثقافة حضارية تنتشر في الطرق والشوارع..البصق. إنها “عادة” مذمومة تصنف ضمن التصرفات المسيئة والسلبية في مجتمعنا، إلى جانب إلقاء مخلفات القمامة في الطريق، والتلفظ بالألفاظ البذيئة والشتائم على مسمع ومرأى المارة..إنها ظاهرة تتكرر يوميا وفي كل وقت، كأن تلمح أحدهم ودون أدنى حرج يطلق ترنيمة “اخخخخخخ” ثم يتبعها “عفاكم الله'” ببصقة قد ترتطم في أي مكان!! دون مراعاة لمن حوله، أو حتى احترام لنفسه ولتنشئته الاجتماعية. نتساءل لماذا يصر البعض على تشويه المدينة بأفعالهم وسلوكاتهم المقززة، سواء من خلال البصق في الطرق والشوارع، أو من خلال الكلام البذيء الذي استفحل هو الآخر حتى يكاد يتجذر في أحاديث الكثيرين. على من تلقى المسؤولية هنا على الأسرة أم المدرسة أم المحيط أم ربما الجميع متساوون في هذه المسألة! ربما لتقويض هذه الظاهرة المشينة لا بد من إنشاء لجان لمراقبة السلوكات غير الحضارية المسيئة للبيئة والمجتمع ككل، على الأقل في المدن التي تعتبر صورة عن البلاد، فأنت إن كنت تمشي وسط العاصمة وتصادفك مثل تلك التصرفات المشينة، تثير لديك اشمئزازا، فما بالك بأجانب وسياح يزورون البلد الحل موجود فقط يحتاج إلى تفعيل فمن ضمن القوانين المشرعة في مجال البيئة، فرض غرامة على من يسيئ للمحيط ومن ذلك البصق. وهذا الذي ينقصنا حقيقة في تنظيم حياتنا الاجتماعية اليومية، أن يحترم الناس القوانين المنظمة لهذه الحياة، على الأقل لإعطاء القدوة الحسنة للأطفال.