لطالما صادفنا عبر وسائل النقل وبغيرها من الأماكن العمومية على غرار مراكز البريد والمقاهي ومحطات الحفلات، تصرفات لا تمت بصلة إلى السلوكات المؤدبة التي من الواجب التحلي بها في تلك الأماكن، لاسيما أمام الغرباء، لكن يبدو أن العشوائية باتت تطبع كل شيء في مجتمعنا ولحقت حتى إلى التخلي عن السلوكات والصفات الحميدة. بحيث أصبحت تصدر من بعض الأصناف تصرفات وسلوكات غريبة لا يليق القيام بها بأماكن عمومية لما يلحقها من مساس بشعور الآخرين خاصة وان طباع وعادات الناس تختلف، ومنهم من يحتمل تلك المواقف عن كره، إلا أن هناك من لا يتقبل احتكاكه بتلك المشاهد ويتقزز لمصادفته لها بل يصيبه الدوار بسببها كونها لا تليق بتلك المواضع والمواقع العمومية التي يختلط فيها الناس باختلاف طباعهم، ومن شانهم الاختلاف على مدى تقبل بعض الأفعال والممارسات الصادرة من طرف البعض. من تلك المواقف التي باتت تتكرر بأماكننا العمومية على اختلافها وضع مضغة "الشمة" ذلك السلوك الذي من الواجب أن يحدث بين الشخص ونفسه بعيدا عن الأنظار، إلا أننا نجده شائعا بوسائل النقل وبمحطات البريد فبعد تدخين السجائر التي هي أهون في الأصل، راح البعض يوضع تلك المضغة على مرأى الجميع خاصة وان ذلك السلوك مناف للسلوكات العادية، إلا أن إدمان البعض على ذلك السم الذي يماثل خطره خطر السجائر جعلهم لا يراقبون تصرفاتهم دون أدنى اعتبار للآخرين. إلى جانب البصق -أكرمكم الله- في كل وقت وحين أمام الملأ، ذلك السلوك الذي لا يتوافق القيام به في مواضع وأماكن عمومية، كون أن هناك أماكن مخصصة له، لكن المار بالطرقات العمومية لاسيما في الفترة الصباحية عليه أن لا يطأطئ رأسه للنظر إلى الأسفل، وإلا أصابه الغثيان والدوار من شدة انتشار تلك البقع المختلفة الألوان، فأين هو مكان الالتزام بشروط النظافة وسط كل هذه الأمور غير اللائقة التي يأتيها البعض وسط الجماعة. تقول إحدى السيدات أنها غالبا ما تصطدم بتلك الأمور المقززة للأنفس والتي يقشعر بدن المرء بمجرد مصادفتها، وأضحت تلك السلوكات تملا جميع الأماكن وتصدر من بعض الأصناف، وتجد أن في تلك السلوكات تعبير عن طباع الفرد وانعدام التزامه بأسس النظافة، وإلا كيف نفسر قيامه ببعض التصرفات وسط الجماعة على غرار وضع مضغة التبغ أمام الملا دون أدنى عقدة وكأن الأمر هو جد عادي دون اعتبار أو احترام لموقف الآخرين من ذلك التصرف. أما أخرى فقالت أن هناك بعض السلوكات الأخرى التي لا تبتعد كثيرا عن السلوك الأول كالبصق في أي مكان مما أدى إلى امتلاء جل الطرقات والأماكن بمخلفات ذلك السلوك المشين، إلى غيرها من العادات الأخرى كتنظيف الأسنان بتلك العيدان الخشبية أمام الملأ دون أدنى مراعاة لشعورهم. وتحوي أماكننا العمومية على كم هائل من تلك العادات المشينة التي صار يلتزم بها البعض والتي لا يسعنا المقام ولا الموضع لذكرها كلية ،وإلا نكون بدورنا قد ساهمنا في عدم الحفاظ على نفسية وشعور القارئ الكريم.