بدأت مديرية توزيع الكهرباء والغاز لولاية الجزائر، في الثالث نوفمبر 2013، حملتها السنوية للتوعية والتحسيس بمخاطر التسمم بالغاز. وكشفت المكلفة بالاتصال على مستوى المديرية في حديثها ل”المساء” أن الحملة انطلقت هذه السنة في 48 ولاية عبر المديريات الولائية، وهي تستهدف بالدرجة الأولى المؤسسات التربوية ومراكز التكوين والجمهور العريض. ظاهرة الاختناق بالغاز أو ما يسمى وسط المختصين بالتسمم بمونوكسيد الكربون، تعود إلى الواجهة كل سنة مع بدء موسم البرد وازدياد الحاجة لاستعمال وسائل التدفئة، وهي الظاهرة التي تسمى إعلاميا بالقاتل الصامت كون ضحاياها قد تكون أسرا بأكملها، مثلما سجل ببلدية دلس، نهاية نوفمبر 2013 وفاة 5 أفراد من عائلة واحدة مختنقين بالغاز. وككل سنة أيضا، تطلق الجهات المتخصصة حملات واسعة للتوعية والتحسيس بمخاطر الاستعمال السيئ للغاز، وهي الحملات التي يؤطرها المكلفون بالوقاية والأمن على مستوى مديريات توزيع الكهرباء والغاز، وضمن برامجهم إلقاء محاضرات حول الاستعمال الآمن للغاز موجهة للعامة وللتلاميذ على وجه الخصوص، مع توزيع مطويات تحسيسية حول مخاطر الاستعمال السيئ للغاز من خلال تنظيم أبواب مفتوحة حول الموضوع سواء بدور الثقافة أو ببيوت الشباب أو على مستوى مراكز التكوين المهني بكل ولاية، لتوسيع عمليات التحسيس التي عادة ما تكون مدعمة بأيام دراسية لنشر الوعي وسط السكان. وكشفت السيدة حسينة سدات، أن هذه السياسة التحسيسية اتبعتها المديرية منذ سنوات، وتستهدف التحسيس واسع النطاق للاستعمال الآمن سواء للكهرباء عن طريق توزيع مطويات حول ترشيد استعمال هذه الطاقة، أو للغاز من خلال التعريف بالخطوات السليمة للربط بهذه المادة، وكذلك أهمية الاستعانة بالمختصين أثناء عمليات الربط بالغاز. وترجع المتحدثة سبب استفحال ظاهرة التسمم بمونوكسيد الكربون، خلال فصل الشتاء، إلى الاستعمال السيئ لمصادر الغاز وعدم احترام الشروط الأمنية التي يوصى بها خلال الربط بهذه المادة، ولهذا تأتي أهمية الحملات التحسيسية لغرس الوعي بالثقافة الأمنية، وعدم الاستهانة بأي شق يتعلق بالغاز كونه يؤدي إلى حوادث لا تحمد عقباها. في السياق تشير الأرقام المستقاة من المديرية التقنية للغاز للعاصمة، أنه تم تسجيل 10 حالات وفاة تسمما بالغاز في كل من الجزائر وبومرداس منذ بدء موجة البرد في 2013، 5 وفيات ببومرداس و5 بالجزائر العاصمة، تسبب فيها 4 حوادث. فيما عرفت سنة 2012 وقوع 6 حوادث تسمم بالغاز أفضت إلى وفاة 13 شخصا، منهم 9 في ولاية الجزائر و4 في ولاية تيبازة. وكما تمت الإشارة إليه فإن حملات التحسيس انطلقت، وتتبع كل مديرية ولائية لتوزيع الكهرباء والغاز برنامجا خاصا بها للتوعية، سواء بتنظيم أبواب مفتوحة تتراوح ما بين يوم واحد وثلاثة أيام، أو بتنظيم يوم دراسي بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية، وأشارت السيدة سدات إلى أن ولاية الجزائر قد برمجت أياما توعوية تستهدف 10 إلى 25 مؤسسة تربوية بالنسبة لكل مديرية من المديريات الأربع بكل من جسر قسنطينة، الحراش، بلوزداد وبولوغين، مع توزيع مطويات تتضمن جملة من النصائح والتوصيات الوقائية تفاديا لوقوع حوادث التسمم بالغاز. وتحصي مديرية توزيع الكهرباء والغاز لولاية الجزائر، 716.914 مشتركا في الكهرباء و431.088 مشترك في الغاز بالعاصمة، وعدد 179.155 مشترك في الكهرباء و46.082 في الغاز ببومرداس، وعدد 41.104 مشترك في الغاز إلى جانب 121.966 مشترك في الكهرباء بولاية تيبازة.