خلف انفجار السيارة المفخخة شمالي بغداد 63 قتيلا وسط اتهامات أمريكية لمجموعة شيعية خاصة بتنفيذ الهجوم. وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن حصيلة الضحايا النهائية بلغت 63 قتيلا وأكثر من 70 جريحا. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن مقتل 51 شخصا وإصابة حوالي 75 آخرين. وانفجرت سيارة مفخخة عصر أول أمس في موقف للحافلات في حي الحرية قرب سوق شعبي ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة. وعقب الحادث، استبعد الجيش الأميركي أن يكون تنظيم القاعدة وراء العملية، مشيرا إلى أن معلوماته الاستخباراتية تؤكد أن "مجموعة خاصة يقودها المدعو حيدر مهدي كاظم الفؤادي تقف وراء عملية التفجير، وليس شبكة القاعدة في العراق". ويطلق الجيش الأميركي مصطلح "المجموعات الخاصة" على أفراد من الشيعة انشق معظمهم من جيش المهدي التابع لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. وأعرب المتحدث باسم الجيش ستيفن ستروفر عن اعتقاده بأن "الهجوم لم يكن من تدبير القاعدة" رغم أن "التفجير بسيارات مفخخة أسلوب يتبعه التنظيم". وذكر أن "الفؤادي أمر بتنفيذ الهجوم بغرض تأليب الشيعة ضد السنة الذين يرغبون في العودة إلى منازلهم في حي الحرية وللحفاظ على الإتاوات من إيرادات تأجير العقارات لدعم أنشطته الشائنة". وفي تطور آخر، أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بمنع الاعتقالات العشوائية لأنصار التيار الصدري. وقال بيان إعلامي إن المالكي وجه إلى "عدم اعتقال المنتمين للتيار الصدري لمجرد الانتماء"، وشدد على "اعتقال الخارجين عن القانون فقط"، معربا عن أمله في "تعاون قيادات التيار الصدري في عزل هذه العناصر والإبلاغ عنها للتخلص منها". يأتي ذلك بالتزامن مع انتهاء المهلة التي حددها المالكي للمسلحين في مدينة العمارة جنوبي البلاد لإلقاء السلاح وسط استعدادات عراقية وأميركية لشن عملية عسكرية واسعة. ومن المتوقع بدء عملية "بشائر السلام" غدا الجمعة في محافظة ميسان كبرى مدن العمارة. وفي سياق متصل، قال قائد شرطة العمارة إن قوات الأمن عثرت على كميات من الأسلحة ألقاها أصحابها في مقبرة في حي الحسين وسط المدينة العمارة. ومنذ نهاية مارس الماضي، تنفذ القوات العراقية بمشاركة قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة حملات أمنية ضد من تصنفهم بأنهم "خارجون عن القانون" والمليشيات الشيعية في البصرة ومدينة الصدر وفي الموصل ضد تنظيم القاعدة.