شدد وزير السياحة والصناعة التقليدية، السيد محمد أمين حاج سعيد، على أهمية التكوين النوعي للموارد البشرية قصد تأطير المنجزات السياحية الجديدة وتفادي ندرة اليد العاملة المؤهلة في سوق الشغل المرتبطة بالنشاط السياحي. مع العمل على تشجيع وتنمية العروض المتعلقة بالسياحة الحموية. وألح السيد حاج سعيد لدى معاينته عددا من الورشات في إطار زيارته العملية لولاية بسكرة، أول أمس، على ضرورة أن يأخذ أصحاب المشاريع السياحية قيد الإنجاز في الحسبان مسألة تكوين اليد العاملة التي يفترض أن تسند إليها مهام بالمؤسسة عقب استلامها ودخولها حيز الاستغلال. وأشار الوزير إلى أن الهياكل والمرافق السياحية تتطلب اليد العاملة والمؤطرين ذوي التأهيل المختص، وبالتالي فإن عدم مراعاة هذا الجانب قد يؤدي بالمستثمر إلى الوقوع في إشكالية ندرة المورد البشري. مضيفا أن تشييد مؤسسة سياحية أنيقة نقطة إيجابية، لكن جودة الخدمة التي يضمنها المورد البشري المؤهل لا تقل أهمية عن ذلك. ودعا المسؤول إلى ضرورة تشجيع وتنمية العروض المتعلقة بالسياحة الحموية، حيث أوضح أن وزارته تعمل على ترقية هذا النوع من السياحة لجعله أداة حقيقية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية. وقال الوزير إن السياحة الحموية لا تتأثر بالموسمية وبمقدورها إقامة حركية سياحية على مدار السنة وهي من جهة أخرى لا تخص كما هو الاعتقاد سائدا هنا وهناك الكهول والمرضى بل السياحة الحموية موجهة للشباب وحتى للأطفال في البلدان المتقدمة في هذا النمط السياحي. وأضاف السيد حاج سعيد أن قواعد هيكلة النشاط الحموي متعددة منها تحسيس كل المتعاملين في النشاط الحموي بالمحافظة على الثروة الحموية والاستغلال الأمثل لها وكذا فتح النشاط الحموي على السياحة الحموية الترفيهية مع تفعيل استراتيجية اتصال خاصة بهذا بالنشاط واعتماد عملية اتصال فعالة ومحكمة تجاه المستثمرين. موضحا أن الوزارة قامت في نطاق دعم الاستثمار في مجال السياحة الحموية بمنح 45 عقد امتياز لاستغلال المياه الحموية، 37 منها تم منحها في إطار إنجاز محطات جديدة من طرف مستثمرين خواص و8 عقود تم منحها لمؤسسات تابعة للقطاع العمومي في إطار تسوية الوضعية. وذكر أنه تم تخصيص في إطار تأهيل وعصرنة 8 محطات معدنية ومركز واحد للمعالجة بمياه البحر التابعين لمؤسسة تسيير مساهمات الدولة" فندقة وسياحة" غلاف مالي بقيمة 12 مليار دينار من طرف مجلس مساهمات الدولة قصد تحسين مستوى الخدمات بتلك المنشآت. وسمحت زيارة الوزير بتدشين على مستوى المركب المعدني حمام الصالحين "نزل النخيل" الذي يضم 52 غرفة بمجموع 92 سريرا وذلك قبل تدشين مقر "سياحة أسفار الجزائر"، وكالة بسكرة، ووضع حجر الأساس لمشروع إنجاز مقر جديد لمديرية السياحة والصناعة التقليدية يتربع على مساحة 1200 متر مربع حددت مدة إنجازه ب18 شهرا. كما عاين الوزير أيضا سلسلة مشاريع تابعة لمستثمرين خواص متمثلة في مركز للتسلية والترفيه وكذا محطة حموية مسماة "سيدي يحيى" وفندقا بطاقة 200 سرير فضلا عن زيارة دار الصناعة التقليدية التي أقيم بها معرض لمواد الصناعة التقليدية على غرار الفخار والأنسجة الصوفية إلى جانب مشتقات النخيل. وبمناسبة تفقده لأجنحة المعرض، أوضح الوزير أنه لا يمكن تصور سياحة دون صناعة تقليدية كما أنه لا يمكن النهوض بوجهة سياحية بدونها.