أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أن تنمية إفريقيا تتطلب رفع العديد من التحديات، لاسيما في مجال السلم والأمن، مشيرا إلى أن القارة حققت نتائج مشجعة، تعبر عنها المؤشرات الرئيسية للتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأوضح رئيس الجمهورية في رسالة قرأها نيابة عنه الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، مجيد بوقرة، خلال القمة التي نظمت بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى المئوية لتوحيد نيجيريا، أنه بالرغم من النتائج الإيجابية التي حققتها إفريقيا لحد الآن فإنه لا زال هناك العديد من التحديات ينبغي على القارة رفعها، وذكر في هذا الصدد تحديي السلم والأمن، فضلا عن التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي وتقليص نسبة الفقر واستحداث مناصب الشغل وديمومة وشمولية النمو وكذا التأقلم مع التغيرات المناخية.
حلول إفريقية لمشاكل إفريقية وذكر السيد بوتفليقة أنه تم تحديد جزء كبير من الرزنامة الإفريقية للقرن ال21، مشيرا إلى أن المحاور الرئيسية من هذه الرزنامة تتمثل في تعبئة أكبر من أجل ترقية الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية والتحويل الهيكلي للاقتصادات وتحقيق اندماج شبه إقليمي وإقليمي ومواصلة تحسين الحكامة. وعبر رئيس الجمهورية في رسالته التي وجهها إلى المشاركين في قمة ابوجا حول "الأمن الإنساني والسلام والتنمية، رزنامة من أجل إفريقيا القرن ال21"، عن يقينه في أن إفريقيا قادرة على تحقيق برنامجها الإنعاشي والبروز كطرف مشارك في التقدم العالمي، بفضل مؤهلاتها وقدراتها ومبادراتها التطوعية. وبعد أن أشار إلى أن السياق العالمي، المتميز حاليا بتصاعد التهديدات الأمنية، أوضح الرئيس بوتفليقة أن زيادة حدة البطالة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وتصاعد الحركات المتطرفة والمعادية للأجانب واللامتسامحة واستمرار بؤر النزاعات واللااستقرار وتزايد حدة تهديد الإرهاب والإجرام، زرعت في المجتمعات مناخا مقلقا وشكا بشأن الحاضر والمستقبل".
إعادة الاعتبار للقيم الإنسانية كما أكد السيد بوتفليقة في نفس السياق أن الأمر بالنسبة لإفريقيا هو تحد شامل، لايمكن رفعه على الصعيدين العالمي والوطني، إلا من خلال حكامة تستجيب لتطلعات الجميع إلى المزيد من الأمن والتنمية، وتجند الجميع من أجل إعادة الاعتبار للقيم الإنسانية وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والديانات، مشيرا إلى أن إفريقيا تدرك تماما أهمية هذا التحدي الذي تنعكس عواقبه على القارة أكثر من مناطق العالم الأخرى. وذكر في نفس السياق بأنه منذ إنشاء الاتحاد الإفريقي والمصادقة على مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا (نيباد) تطبق إفريقيا مسارا متعدد الأبعاد للتنمية، يشمل جميع معايير الأمن الإنساني، بما فيها ترقية حقوق الإنسان والاستفادة من التعليم والصحة والشغل ومكافحة الفقر والفوارق وكذا فض النزاعات والوقاية منها، والشراكة على الصعيد المحلي والوطني والإقليمي والقاري.
الإشادة بتعزيز الأمن في نيجيريا ولم يفوت رئيس الجمهورية في رسالته الإشادة بالتقدم الذي أحرزته نيجيريا في مجال تعزيز الأمن، قائلا في هذا الصدد "في الوقت الذي يحيي فيه الشعب النيجيري الشقيق الذكرى المئوية لتوحيد بلده يسرني أن أتوجه إلى أخي الرئيس جوناتان غودلاك بأحر التهاني وتمنياتي له بالنجاح المستمر في تعزيز الأمن والاستقرار وتكريس الديمقراطية وترقية النمو الاقتصادي ونشر الرقي الاجتماعي في بلده". وأشار الرئيس بوتفليقة إلى أن الجهود المتواصلة لنيجيريا في هذه المجالات تعكس إرادة قوية في إيلاء أهمية لمكانة محورية للإنسان كفاعل ومستفيد من مسار تنموي شامل، وهو ما يشكل، حسبه، جوهر الأمن الإنساني والسبيل الأمثل لتحقيقه. وأكد في هذا الصدد الطابع المثالي لمسعى العودة إلى المبادئ الذي تشهده نيجيريا منذ سنة والتفافها حول قيم الوحدة والتضامن والتعايش، مبرزا بأن هذه المبادئ هي نفسها التي أقامتها إفريقيا كقيم متقاسمة بمناسبة الذكرى الخمسين لإنشاء منظمتها القارية. كما أشار إلى أن قمة أبوحا تعد تتويجا لهذه التعبئة، من أجل تركيز اهتمام إفريقيا والعالم على القيم الأساسية للإنسانية والتي هي المصدر الأساسي للأمن الإنساني والسلم والتنمية المستدامة. للإشارة، فقد سلم الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، مجيد بوقرة، لرئيس جمهورية نيجيريا الفيدرالية غودلاك ايبيلي جوناتان برقية خطية من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، فيما كلف الرئيس النيجيري السيد بوقرة بتبليغ الرئيس بوتفليقة تقديره الكبير وإرادته في مواصلة العمل معه على تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتحقيق الأهداف الكبرى التي سطرتها إفريقيا خاصة في مجالي الأمن والتنمية. وقد مثل السيد بوقرة رئيس الجمهورية بأبوجا في الاحتفالات المخلدة للذكرى المئوية لتوحيد نيجيريا، حيث عرفت هذه المناسبة حضور العديد من رؤساء دول المنطقة إلى جانب أعيان ومسؤولين رفيعي المستوى من قارات أخرى. كما كان للوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية نشاط دبلوماسي مكثف بأبوجا على هامش تمثيله لرئيس الجمهورية في الاحتفالات المخلدة للذكرى المئوية لتوحيد نيجيريا والندوة الدولية حول "الأمن الإنساني والسلام والتنمية في افريقيا"، حيث أجرى محادثات مع رئيسة جمهورية ليبيريا، السيدة ايلين جونسون سيرليف، تمحورت حول العلاقات الثنائية والقمة حول التنمية ما بعد 2015 التي تعقد بنجامينا. كما أجرى مشاورات مع وزير الشؤون الخارجية المالي، دهابي ولد سيدي محمد، تمحورت حول التعاون الثنائي والوضع في المنطقة والمسائل ذات الاهتمام المشترك. وعقد الوزير المنتدب بمقر المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا جلسة عمل مع رئيسها قادري ديزيري ويدراووغو، وتطرق الطرفان بالمناسبة إلى العلاقات بين الجزائر وهذه المنظمة شبه الإقليمية وكذا الوضع السائد في إفريقيا الغربية ومنطقة الساحل الصحراوي، فيما تم الإعلان خلال اللقاء عن زيارة مرتقبة قريبا للسيد يدرايغو إلى الجزائر.