رحل عنا، مؤخرا، الأستاذ الشيخ بكوش يحيى بن محمد، وهو من كبار العلماء بمنطقة غردايةوالجزائر تاركا وراءه رصيدا مهما من البحوث والكتب خاصة في الفقه والقانون. ولد الراحل بغرداية سنة 1932، درس فيها بالمرحلة الابتدائية وحفظ القرآن وتعلم بمعهد الحياة الثانوي بالقرارة، ثم التحق بجبهة التحرير بقسنطينة، حيث وجه إلى تونس لمتابعة دراسته ليتحصل على الشهادة العالمية في الشريعة الإسلامية من جامع الزيتونة ثم انتقل إلى العراق ليتحصل على بكالوريوس في الحقوق من كلية بغداد سنة 1962، ليتولى غداة الاستقلال منصب قاض بمحكمة البليدة ثم نائبا عاما مساعدا بمجلس قضاء ورقلة سنة 1966. في سنة 1969 كان مستشارا بمجلس قسنطينة ومنتدبا بالمحكمة العليا ورئيسا لعدة أقسام بالمحكمة العليا في سنة 1986 كان نائبا عاما بالمحكمة العليا وفي 88 استقال من منصبه ليشتغل بالمحاماة بغرداية رافضا في ذلك الوقت منصب وزير للعدل. اشتغل الراحل أيضا رئيسا للجنة الوطنية للتعريب وأستاذا مساعدا في كلية الحقوق وفي المدرسة الوطنية للإدارة وفي معهد تكوين القضاة ومعهد تكوين الكتاب القضائيين ومشرف على لجنة صياغة قانون الأسرة في الجزائر، كما كلّف بعدة مهام خارج الوطن. من إنتاجاته الفكرية كتاب في القانون الجزائري بعنوان ”أدلة الإثبات في القانون المدني الجزائري مقارنة بالفقه الإسلامي” وهو من أهم مراجع القانون، كما ألّف كتاب ”فقه الإمام جابر بن زيد” الذي هو أيضا مرجع مهم للمذهب الإباضي وكتاب ”صياغة الأحكام القضائية ونظرية البطلان في قانون الإجراءات المدنية الجزائرية. ألقى الراحل عديد المحاضرات المهمة في القانون والفقه الإسلامي بمختلف ربوع الوطن والعالمين العربي والإسلامي وقدم أيضا الكثير من البحوث في الشريعة الإسلامية.