طالب إبراهيم غالي، السفير الصحراوي بالجزائر، الأممالمتحدة بتجسيد قراراتها وتلك الصادرة عن مختلف الهيئات الحقوقية الداعية إلى تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية بقناعة أن الوضع في المنطقة يستدعي الانتقال من مرحلة الملاحظة إلى مرحلة التطبيق من خلال تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي. وقال السفير الصحراوي في تصريح أدلى به ل«المساء" أن اكتفاء الأممالمتحدة طيلة هذه السنوات بمجرد ملاحظة وجمع المعطيات حول كل ما يتعلق بالقضية الصحراوية دون أن يتحول ذلك إلى قوة اقتراح وتطبيق ذلك على أرض الواقع لن ينفع في شيء الهدف في إنهاء احتلال الصحراء الغربية من قبل المغرب لمدة أربعين عاما. وأضاف أن الوقت قد حان لان تشرع الأممالمتحدة في اتخاذ موقف حاسم لتجسيد قراراتها وكل اللوائح التي دعت إلى ضرورة تنظيم استفتاء حر ونزيه لتقرير مصير الصحراويين. وثمّن إبراهيم غالي في هذا السياق كل المبادرات الأممية الرامية إلى إيجاد تسوية سلمية وعادلة لقضية الشعب الصحراوي منذ وقف إطلاق النار سنة 1990، لاسيما الزيارات الميدانية للمبعوث الأممي الأسبق جيمس بيكر والحالي كريستوفر روس إلى المناطق المحتلة ومخيمات اللاجئين الصحراويين. ولكنه شدد التأكيد على أن ذلك يبقى غير كاف ما لم يتم تجسيد تلك المبادرات إلى ملموس يسمح بتجسيد مضمونها على أرض الواقع لإنهاء معاناة الصحراويين الذين يعانون شتى أنواع القمع والتعذيب والترحيل القسري والاغتصاب الذي يطال الصحراويين والصحراويات بالمناطق المحتلة والسجون المغربية. كما طالب السفير الصحراوي بتوسيع نطاق التضامن الدولي مع القضية الصحراوية لتشمل كل الدول المتعاطفة والمتضامنة وممارسة الضغط الدولي والأممي على المغرب ومتابعته قضائيا أمام محكمة لاهاي الدولية وتحميله تعثر تصفية الاستعمار من أخر مستعمرة إفريقية. وقال إن فرنسا الرسمية لابد أن تتخذ موقفا مساندا للقضية الصحراوية وأن تراجع سياساتها ومواقفها السابقة فيما يتعلق بالملف الصحراوي. مذكرا بأن الخناق يزداد من حول المملكة المغربية التي صارت تفقد حلفاءها الأمس وهو ما تؤكده يوميا الوقائع الميدانية والسياسة الخارجية التي تربطها بهذه الدول، لا لشيء إلا لاقتناع هذه الأخيرة بمشروعية وعدالة القضية الصحراوية.