أكد أعضاء عن فعاليات المجتمع المدني الصحراوي في المدن المحتلة، أمس، أن زيارة المبعوث الأممي كريستوفر روس إلى مدينة العيونالمحتلة، كسرت جدار الصّمت المطبّق من قبل المغرب على انتهاكات حقوق الإنسان بالمنطقة.وأكد هؤلاء خلال ندوة عقدوها أمس بالجزائر العاصمة، أن جولة روس ستمهّد لا محالة لمرحلة جديدة من المفاوضات المباشرة بين الحكومة المغربية وجبهة البوليزاريو، بهدف تفعيل آليات تجسيد استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي. وأكد الوفد الصحراوي الذي حلّ بالجزائر بدعوة من اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، أن الزيارة الأولى لروس إلى العيونالمحتلة سنة 2009، كسرت الصّمت المفروض على حجم الانتهاكات المفضوحة لحقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة وحالات القمع والترحيل القسري.وقال المحجوب عبداتي رئيس الوفد، إن زيارة روس الحالية وهي الثانية من نوعها تعد خطوة هامة، على طريق مراقبة حقوق الإنسان بالمنطقة، والاطلاع عن كثب على بشاعة الخروقات التي ترتكبها السلطات المغربية في حق المدنيين الصحراويين ومنظمات المجتمع المدني أمام صمت دولي صارخ.وأوضح المحجوب، أنّ الشعب الصحراوي يثق كل الثقة في الجهود التي يبذلها كريستوفر روس، من أجل التوصل إلى تحقيق استفتاء تقرير المصير واستقلال الصحراء الغربية، رغم الضغوط المغربية الكبيرة التي يواجهها، والرامية إلى عرقلة مسار المفاوضات وعدم الاحتكام للشرعية الدولية لتصفية الاستعمار. وطالب ممثل الوفد الصحراوي هيئة الأممالمتحدة، القيام بتدخل عاجل لوقف انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة ضد النشطاء الصحراويين في السجون المغربية، وكذا الإسراع في إطلاق سراح المعتقلين ال 24 الذين حوكموا مؤخرا بتهم باطلة. ومن جهته، أكد الناشط حمودي ناصري أن هذه الزيارة وضعت المغرب في وضع حرج، بسبب الانتهاكات التي تعرفها مدينة العيون والمدن الصحراوية الأخرى المحتلة من حالات قمع رهيب للمدنيين بتواطؤ بعض الدول الأوربية، الأمر سيسمح بإعداد تقارير ميدانية مفصّلة عن تدهور الأوضاع الإنسانية بالأراضي الصحراوية، وتقييم أداء بعثة "مينورسو" والعراقيل التي تواجهها من قبل سلطات الاحتلال. وعبر ناصري عن أمله في توصل زيارة المبعوث الأممي إلى تقديم صورة واضحة عن حقيقة الأوضاع المزرية التي يعيشها الصحراويون بالمدن المحتلة، إلى جانب المضايقات الأمنية التي تواجهها منظمات المجتمع المدني والطلبة لمنعهم من إسماع صوت القضية الصحراوية. أمّا أحمد حمد، فقد أكد أن المساعي الأممية الرامية لتسليط الضوء على واقع الأوضاع بالمدن الصحراوية المحتلة، سيزيد من نضال الصحراويين من أجل الحرية والاستقلال. وجدّد تمسك المجتمع المدني الصحراوي بالدفاع عن قضيته العادلة، ومواصلة المرافعة من أجل إطلاق كافة المعتقلين والنشطاء السياسيين الذين يواجهون مصيرا مجهولا داخل السجون المغربية. وقدم النشطاء الصحراويون شهادات مثيرة عن التصعيد المغربي لقمع حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة، إلى جانب تزايد حالات الاختطاف والاغتصاب والقتل والمحاكمات الصورية ضد المناضلين السياسيين والحقوقيين. وعرفت الندوة تدخل السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي، الذي أكد على ضرورة تدخل الأممالمتحدة لإطلاق سراح كافة المعتقلين الصحراويين دون قيد أو شرط، والإسراع في تطبيق استفتاء تقرير المصير، وفق ما تمليه مواثيق ولوائح الشرعية الدولية. واعتبر غالي أن زيارة الوفد الصحراوي إلى الجزائر يعد فرصة لفضح الانتهاكات المغربية ضد السكان الصحراويين في المدن المحتلة. أمّا محرز العماري رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، قد ألّح من جهته، على ضرورة إنهاء معاناة الشعب الصحراوي ومساندته في مسيرته الشاقة للتحرر ونيل الاستقلال. وجدد تنديده بمحاكمة ال24 معتقلا سياسيا من قبل المحكمة العسكرية المغربية، ووجه نداء ملحا لمنظمة الأممالمتحدة للتحرك، من أجل وقف الممارسات الاستعمارية المغربية دفاعا عن حقوق الإنسان وكرامة العيش في كنف السلم والأمن الدوليين.