وقّعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اتفاقية إطار وشراكة مع الشبكة الأوروبية لمراكز العلوم والمتاحف العلمية، سيتكفل بمقتضاها شريك برتغالي بمرافقة مشروع قصر العلوم، المزمع إنجازه بمدينة قسنطينة، والذي من المقرر تسليمه قبل بداية صيف 2016. وكشف وزير القطاع السيد محمد مباركي عن برنامج للحكومة، يهدف إلى إنجاز أربعة قصور للعلوم بكل من الجزائر العاصمة ووهران وورقلة، بالإضافة إلى قصر مدينة قسنطينة، الذي تم عرض مجسّمه المصغّر أمس بمركز البحث العلمي والتقني في التلحيم والمراقبة بالشراقة. وأوضح وزير القطاع أن هذا البرنامج العلمي الهام يدخل في إطار سياسة الحكومة المتعلقة بالبحث العلمي والتكنولوجي، والذي تنوي من خلاله تعزيز أربع مدن بهذه القصور العلمية؛ من أجل نشر ثقافة العلوم لدى المواطن، لا سيما الشباب، وجعل هذه السياسة ترافق المجهود الوطني في مجال التكوين والتربية الوطنية والتعليم. كما أكد مباركي بالمناسبة، أن الأمر يتعلق بالعمل على تطوير الثقافة العلمية في الجزائر، مشيرا إلى أن سياسة الحكومة في مجال ترقية البحث العلمي والتقني، محور هام في برنامجها. وأضاف متوجها إلى الباحثين الحاضرين في حفل التوقيع: “نحن في نهاية آخر مرحلة من المخطط الخماسي للبحث. ويُسعدني أن أقول إنكم بصدد تحقيق نتائج هامة جدا، وتسجيل مساهمة كبيرة في مجال العلوم والمعرفة العالمية من خلال نشرياتكم العلمية والنماذج والاختراعات التي جسدتموها في الميدان، وكذا مساهماتكم وأبحاثكم التي أصبح لها تأثير على الاقتصاد الوطني”. وذكّر الوزير، في هذا الصدد وعلى سبيل المثال، بالمساهمة المثمرة للباحثين الجزائريين في إنجاز الألواح الضوئية، والتي أصبحت مسوَّقة ومستغَلة في الميدان، بالإضافة إلى مشاركة بعض الباحثين الجزائريين في البرامج الفضائية مع وكالات أجنبية معروفة، من بينها “جيكا” اليابانية و«النازا” الأمريكية. وأشار المتحدث إلى أن الحكومة ترغب من خلال برمجتها لمثل هذه المرافق العلمية، في تجسيد الثقافة العلمية في المجتمع، والتي لا بد أن ترافق النظام التربوي والتعليمي لتوفير جميع العناصر وجعلها في متناول الشباب؛ قصد استغلالها وتفجير طاقاتهم ومواهبهم في المجال العلمي والتكنولوجي. وتأسّف باركي، من جهة أخرى، لعدم جاهزية قصر قسنطينة لتظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015”، مشيرا إلى إمكانية استدراك هذا التأخر باحتضان هذا المعلم معرضَ العالم الفيزيائي العربي ابن الهيثم، الذي ستحوّله اليونسكو من أروقتها إلى متحف قصر قسنطينة فور تسليمه، علما أن منظمة اليونسكو قررت أن تكون سنة 2015 سنة “الضوء”، وبرمجت معرضا خاصا بالعالِم الفيزيائي العربي ابن الهيثم.