مستوى التلميذ لا يحدده امتحان يدوم يومين أو ثلاثة أيام، بل يرتسم خلال مشواره الدراسي، وإن كانت الامتحانات تعطي مؤشرات عن هذا المستوى إن كان جيدا أو متوسطا أو ضعيفا. ومن الإشكاليات التي طرحت مع إعلان نتائج الامتحانات التي يعتبرها التلميذ والولي والمعلم مصيرية هي امتحانات نهاية الأطوار، خاصة المتوسطة والنهائية، وبالتحديد معدل النجاح وفكرة الإنقاذ التي تم إلغاؤها فكانت موضوع استياء التلاميذ والأولياء بالدرجة الأولى. والحديث اليوم عن عودة اعتماد البطاقة التركيبية في عمليات الإنقاذ فكرة محمودة لأنها تعطي فكرة أوضح عن التلميذ موضوع الإنقاذ، وبالتالي يكون إنقاذه إنصافا له وتثمينا لمجهوده في مشواره الدراسي أو في السنة الدراسية المعتمدة في عملية الإنقاذ. وإلغاء هذه البطاقية ومعها عملية الإنقاذ بحجة إضعاف مستوى التعليم تبدو غير مؤسسة بيداغوجيا ولا منطقيا إذا أخذنا بعين الاعتبار ما يمكن أن يتعرض له الممتحن من ضغوط نفسية وارتباك أو خوف من عدم النجاح تؤثر على تركيزه وبالتالي تؤثر سلبا على مردوده خلال الامتحانات التي لا تعكس مستواه الحقيقي. وإنا من الذين يعتقدون بأن ثلاثة أيام لا يمكن بحال من الأحوال أن تعطي صورة كاملة عن عملية تحصيل علمي طيلة 13 إلى 14 سنة، ومن هنا كانت الحاجة إلى البطاقة التركيبية للتلميذة ضرورة من ضرورات الوقوف على المستوى الحقيقي لهذا الأخير. والخلاصة أن ضعف مستوى المتعلم هو من ضعف مستوى المنظومة التعليمية التي يجب على المختصين أن يقفوا عليها ويجدوا لها الحلول الملائمة إن على مستوى البرامج، أو على مستوى المناهج وإن على مستوى المورد البشري الذي توكل له المهمة التربوية.وهذا التشخيص يطرح نفسه بإلحاح في ظل ضعف المستوى الذي نلمسه عند المتخرجين في شتى المستويات وهو ضعف ينعكس على بقية القطاعات التي تعمد على خريجي المنظومة التعليمية وبالتالي فإن رفع مستواها يرفع بالضرورة مستوى بقية القطاعات.