أكدت جبهة البوليزاريو أن عقد جولة خامسة من المفاوضات مع المغرب حول الصيغة التي تفضي إلى تنظيم استفتاء تقرير المصير لن تتم إذا ما بقي المبعوث الأممي للصحراء الغربية السيد بيتر فان فالسوم مشرفا على المفاوضات. واشترطت جبهة البوليزاريو استئناف المفاوضات برحيل فالسوم، انطلاقا من تصريحه السابق الذي كشف فيه عن انحيازه الواضح للطروحات المغربية بشأن تسوية النزاع في الصحراء الغربية ورغم أن المبعوث الأممي حاول في تصريحات لاحقة استدراك الخطإ الذي وقع فيه، بإعلانه أن كل المعطيات تؤكد أن قضية الشعب الصحراوي هي أقرب الى الشرعية من الطروحات المغربية، فإن ذلك لم يشفع له، ذلك أن المبعوث الأممي الذي كلفه الأمين العام للأمم المتحدة بالإشراف على المفاوضات هو بمثابة الوسيط الذي يقتصر دوره على تقريب وجهات نظر الطرفين المتنازعين من صيغة توفيقية ترضيهما. والوسيط في العرف الدبلوماسي هو الشخص الذي يحظى باحترام وثقة المتنازعين ولا يبدي انحيازه لأي طرف مهما كانت قناعته، لأنه بمجرد الانحياز لهذا الطرف أو ذاك تتبدد هذه الثقة وتحل محلها الشكوك. ومن هذا المنطلق فإن الطرف الصحراوي لم يعد يثق في فالسوم كوسيط، لأنه ببساطة المفاوضات لم تعد بين طرفين بل بين ثلاثة أطراف، البوليزاريو من جهة وفالسوم والمغرب من جهة أخرى! وعليه فإن نجاح المفاوضات في التوصل إلى الهدف المتوخى منها مرهون بتعيين وسيط حيادي شأنه شأن حكم مقابلة كرة القدم.