كما كان منتظرا، قدّم المشير عبد الفتاح السيسي أمس رسميا أوراق ترشحه للرئاسيات المصرية، المقرر تنظيمها يومي 26 و27 ماي القادم، وسط احتمالات متزايدة لظفره بكرسي قصر الرئاسة في القاهرة. وقال أحمد كمال المتحدث باسم حملة المشير السيسي، إن المحامي بهاء أبو شقة قدّم للجنة الانتخابات نتائج الفحص الطبي لهذا الأخير نيابة عنه، وأيضا التوقيعات التي جمعها للمشاركة في الاقتراع الرئاسي، والتي أكد أنها فاقت 460 ألف توقيع. ووفقا للقانون المصري فإن كل مترشح مطالَب بجمع 25 ألف توقيع للناخبين، على الأقل في 15 محافظة من أصل 27 محافظة مصرية. وكان المشير عبد الفتاح السيسي الذي يوصف بالرجل القوي في مصر، استقال الشهر الماضي من كل المناصب التي كان يشغلها في السلطة من قيادة الجيش ووزارة الدفاع ونائب الوزير الأول؛ حتى يتمكن من المشاركه في هذه الانتخابات. ويكون المشير عبد الفتاح السيسي قد انضم لكل من حمدين صباحي الزعيم اليساري، ومرتضى منصور المحامي المعروف بانتقاداته المثيرة للجدل ضد نشطاء ثورة ال 25 جانفي، التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك، اللذين عبّرا عن نيتهما الترشح لهذه الانتخابات رغم حظوظهما الضئيلة في مقارعة وزير الدفاع المصري السابق في الفوز بها. ويُعد السيسي أول شخصية تقدم رسميا ملف ترشحها للّجنة العليا للانتخابات، التي فتحت باب الترشح إلى غاية الأحد القادم، بينما يتم الإعلان عن المترشحين الذين يحق لهم خوض سباق الرئاسيات، في الثاني ماي القادم. وتُعد الانتخابات الرئاسية القادمة في مصر ثاني مرحلة في خارطة الطريق التي كانت أعدتها المؤسسة العسكرية، غداة عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي في الثالث جويلية الماضي. وكانت أول مرحلة في هذه الخارطة الاستفتاء على نص الدستور المعدل شهر جانفي الماضي، في انتظار تنظيم الانتخابات التشريعية المقرر تنظيمها قبل نهاية العام الجاري، لتنتهي بذلك ثاني مرحلة انتقالية تشهدها مصر منذ ثورة ال 25 جانفي عام 2011. ويبقى السيسي قائد الجيش السابق أكثر المترشحين حظا للفوز بهذه الرئاسيات، خاصة أنه يحظى بدعم في الشارع المصري المنقسم بين مؤيد ورافض لترشحه. فحتى قبل انطلاق الحملة الانتخابية غزت صور السيسي كل الأماكن وكل الشوارع والساحات العمومية، وفي مقدمتها ميدان التحرير، الذي تحوّل إلى مقصد لكل المحتجين والمتظاهرين في مصر.