حظيت وفود الملاحظين الدوليين، التي تزور الجزائر بمناسبة تنظيم الانتخابات الرئاسية، باستقبالات من قبل المسؤولين الجزائريين، حيث سمحت باستعراض ظروف تنظيم هذا الاستحقاق، وأعرب ضيوف الجزائر في هذا الصدد عن ارتياحهم للإجراءات والتدابير المتخذة من قبل السلطات الجزائرية من أجل إنجاح هذا الموعد المصيري. فقد استقبل الوزير الأول بالنيابة، يوسف يوسفي، أمس، بالجزائر، رئيس بعثة ملاحظي الاتحاد الإفريقي لرئاسيات 17 أبريل، ديليتا محمد ديليتا، الذي يقوم بزيارة عمل وصداقة، حسبما أكده بيان لمصالح الوزير الأول. وكان اللقاء، حسب المصدر، فرصة "لاستعراض المسائل المتعلقة بتنظيم هذا الموعد الانتخابي"، حيث تطرق الطرفان بالمناسبة إلى "الجهود المبذولة من طرف الدولة والجماعات المحلية، سواء تعلق الأمر بالوسائل المادية أو البشرية الكفيلة بضمان أحسن الشروط لسير عملية الاقتراع". وأعرب ضيف الجزائر الذي يقود بعثة للملاحظين عن "ارتياح" الاتحاد الإفريقي بعد "الاطلاع على الإجراءات والتدابير المتخذة من قبل السلطات الجزائرية من أجل ضمان النجاح التام لهذه الانتخابات". كما حظي رئيس بعثة الاتحاد الإفريقي باستقبال من قبل وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز. وصرح دليتا، عقب اللقاء، أن وفده سيؤدي عمله ب«كل حرية" و«سيقف إلى جانب الشعب الجزائري لإنجاح هذا الموعد الهام بالنسبة للجزائر وإفريقيا ككل". واستقبل السيد بلعيز أيضا بعثة الخبراء الأمميين المكلفة بمتابعة الانتخابات الرئاسية برئاسة تاج الدين علي دياباكتي، حيث أعرب في هذا الصدد عن أمله في أن يجري الاقتراع الرئاسي في سلام. وأضاف قائلا "نحن حاضرون في الجزائر وسنتابع سير الاقتراع الرئاسي ونقوم بتحضير تقرير وفي عن كل ما يحدث"، في حين أعرب عن أمله في أن تمثل الانتخابات الرئاسية "وسيلة لتعزيز الديمقراطية في الجزائر وأن يتم انتخاب الرئيس المقبل في ظل احترام الإطار القانوني الذي تم تحديده". من جهة أخرى، أوضح السيد دياباكتي أسباب عدم وجود ملاحظين من الأممالمتحدة والتي تعود، حسبه، إلى "انعدام لائحة من مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة تفيد بإرسال ملاحظين". وكرد على مبادرة الجزائر، قامت منظمة الأممالمتحدة بإرسال بعثة خبراء لمتابعة المسار الانتخابي، حيث سيتم تقديم تقرير للأمين العام بخصوص تنظيم الاقتراع. وخلال فترة إقامتهم بالجزائر (10-20 أفريل)، ينتظر أن يلتقي الخبراء مع كافة الفاعلين الانتخابيين، لاسيما من الحكومة والهيئات المكلفة بالانتخابات والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام والملاحظين وممثلي المجتمع المدني. من جهة أخرى، استقبل رئيس المجلس الدستوري، مراد مدلسي، أمس، بالجزائر، الحبيب كعباشي رئيس وفد ملاحظي منظمة التعاون الإسلامي للانتخابات الرئاسية المقررة اليوم الخميس، حيث صرح عقب اللقاء أن المحادثات التي جمعته بالسيد مدلسي "سمحت بتزويد أعضاء الوفد بالمعلومات الخاصة بطبيعة عمل المجلس خلال جميع أطوار العملية الانتخابية". وحيا رئيس وفد منظمة التعاون الإسلامي، بهذه المناسبة، "ما تحرص عليه الجزائر من تطبيق للقانون وإعطاء الضمانات الكافية من أجل أن تكون العملية الانتخابية ديمقراطية وشفافة ونزيهة". كما نوه بحرص السلطات على "معاملة كل المترشحين بمبدأ حياد الإدارة (...) وعلى أن تكون الكلمة والقرار لصاحب السيادة الشعب الجزائري، ليقرر من سيكون الرئيس"، مضيفا في هذا الإطار "نهنئ الجزائر على هذه الإنجازات السائرة في طريق دعم دولة القانون والمؤسسات والحكم الراشد". من جهة أخرى، ذكر بالدور "الهام" الذي تلعبه الجزائر على مستوى المنظمة والتي تعد أحد الأعضاء المؤسسين لها سنة 1969. ويتكون وفد ملاحظي المنظمة من أعضاء قدموا من عدة دول، من بينها ماليزيا، أندونيسيا، بنغلاديش، أزبكستان وتركيا، حسبما أفاد به السيد كعباشي. أما رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات الرئاسية، فاتح بوطبيق، فقد استقبل، أمس، وفدا من الملاحظين البريطانيين من منتدى الدفاع والأمن. وكان على رأس هذا الوفد المتواجد بالجزائر لمتابعة سير العملية الانتخابية رئيسة المنتدى السيدة أولغا ميتلاند. يشار إلى أن السيدة ميتلاند هي ناشطة مختصة في قضايا الدفاع والشؤون الخارجية ورئيسة "منتدى الدفاع والأمن" ببريطانيا، كما أنها تترأس مجلس الأعمال الجزائري-البريطاني. زيارات ميدانية للملاحظين الدوليين عبر ولايات الوطن من جهة أخرى، حل وفد من الملاحظين الدوليين، يتكون من خمسة أعضاء، بولاية مستغانم لمتابعة سير الانتخابات الرئاسية ل17 أفريل، حسبما علم ، أمس، لدى مصالح الولاية. ويتكون هذا الوفد الذي حل مساء يوم الثلاثاء بالولاية من ثلاثة ملاحظين من الاتحاد الإفريقي وعضوين اثنين من الجامعة العربية يضيف المصدر. وقد أطلع الملاحظون خلال لقائهم مع والي مستغانم والإطارات المكلفة بالعملية الانتخابية للرئاسيات على الإجراءات التنظيمية بما في ذلك التنظيم والتأطير، إلى جانب الخريطة الانتخابية للولاية من هيئة ناخبة ومكاتب ومراكز التصويت وغيرها. كما قام وفد عن المراقبين الدوليين (ممثلان اثنان(2) عن جامعة الدول العربية و3 عن الإتحاد الأفريقي)، بزيارة إلى ولاية الطارف، أمس، مقر اللجنة الفرعية الولائية لمراقبة الانتخابات الرئاسية، إضافة إلى عدة مكاتب تصويت للاطلاع على التحضيرات الجارية. وتحادثوا بهذه المناسبة مع أعضاء هذه اللجنة الفرعية عن الإجراءات المتخذة من أجل ضمان حسن سير عملية الاقتراع. كما يوجد زهاء خمسين ملاحظا أجنبيا بولايات جنوب الوطن في إطار مراقبة مجريات وسير مراحل الانتخابات الرئاسية، حيث تتوزع الوفود التي تنتمي إلى الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية بمعدل خمسة ملاحظين في كل ولاية وذلك عبر إحدى عشرة ولاية من جنوب الوطن (ورقلة، غرداية، الأغواط، البيض، النعامة، إيليزي، تمنراست، بشار، أدرار، الوادي وتندوف). كما يتواجد بولايتي وهران وتيسمسيلت وفدان من الملاحظين الدوليين، حيث يضم الوفد الذي حل أول أمس بوهران، عشرة أعضاء من الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية وملاحظين أوروبيين. أما الوفد المتواجد بتيسمسيلت فيتكون من ثلاثة أعضاء يمثلون الاتحاد الإفريقي وعضوين من جامعة الدول العربية. وبولاية البليدة، يشرف ثمانية ملاحظين دوليين على متابعة سير الانتخابات الرئاسية. ويتوزعون على ثلاثة وفود، من بينهم اثنان من الاتحاد الإفريقي يضم كل واحد ثلاثة أعضاء ووفد يمثل الجامعة العربية يتشكل من عنصرين، حسب توضيحات المكلف بالاتصال لدى الولاية السيد محمد باجو. كما يوجد بعنابة، منذ مساء أول أمس، 6 ملاحظين دوليين يمثلون كلا من الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية لملاحظة سير الانتخابات الرئاسية. وقد التقى وفد الملاحظين الدوليين وهم من جنسيات مصرية وتشادية وتونسية وموريتانية وجزر موريس، أمس، بأعضاء اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات الرئاسية، حيث اطلعوا على المعطيات المتعلقة بالهيئة الناخبة وتوزيع مكاتب ومراكز الاقتراع بهذه الولاية.